نظمت لكم عهداً فلا بد من عهد - إبراهيم بن قيس

نظمت لكم عهداً فلا بد من عهد
يكون إِلى قاض ووال على الجند

ليحمل كل ما تحمل مشفقاً
ويعلم أن اللّه لا غيره قصدي

فمن منهما خان الاله عزلته
ومن لم يخن عهد اشتددت به عضدي

وما أنا إلا ناقض العهد خائن
إذا لم أزل من خان ممن ولي عهدي

على الناس عصياني واسقاط حرمتي
إِذا لم أطع ذا العرش أو لم أصن عقدي

فيا أيها القاضي نصبت لمعظم
من الأمر فانظر ما تعيد وما تبدي

نصبت ومن ينصب لحكم القضا فقد
تنصب للبلوى على خطر أُد

حملت أمانات فكن من حسابها
على وجل واذكر مناقشة الفرد

فإن السما والأرض أعرضن خيفة
وأشفقن من حمل الأمانة والعهد

فخذ بكتاب اللّه واقتد بأحمد
وأتباعه ترشد وترشد إلى الرشد

وما غاب من علم عليك فأنهه
إِلى العلما باللّه باللّه فاستهد

ولا تقض إّلا عن فراغ وخلوة
عن الملل المذموم والغضب المردي

وواس بعينيك الخصوم ملاحظاً
وساو سواءً مجلس الحر والعبد

وأطرق إِذا جاءتك حجة مدَّع
قليلاً كذا اطرق إِذا احتج ذو الجحد

ولا تتهم خصماً لخصم ولو بدا
لو همك وهم من سديد ولا وغد

ودع للنسا وقتاً يصلنك عنده
ليخصمن أو يشكين ما نلن من وجد

لأنك لا تقضي على الخود أو ترى
ثقاتك أو عيناك رقرقة الخد

وعدّل من الناس الثقات الذين لا
تشكّ ولا ترتاب فيهم لدى الشهد

ولا تقبلن ما دمت تحت قضائه
هدية مهد لم يكن قبلها يهدي

وارفع إلى الوالي الذي بان أمره
ببعض الخطايا بالغاً بالغ الجهد

ولا تقبلن من متْهم تهمة على
فتى قط لم يتهم وأقبل على الضد

وبالسجن والتقييد كل متهم
يعاقب لا بالسيف يغشى ولا القد

على قدر ضعف المتهمين وغلظهم
وقدر الجنايا فاجتهد غاية الجهد

وبالسجن من بالقتل اتهم أربعاً
سنيناً وإِلاَّ عشر قالوا مع الصفد