ورْد في المَزادْ - عبد الرحمن فخري

وقال صديقي : أنتَ أحمقْ
تبني بْيتاً في السُّحُبْ
وتعْشَقُ الطِّينْ
وقالَ لي : أنتَ أخْرَقْ
تأكُلُ النَّارَ ،
وتُطْعِمُ العاشقْينْ
وقالَ لي : ما تبْغي من لُعْبةِ الدُّنْيا
معك
هل تعْبدُ الشَّمسَ ، يا فقيرْ
وترْحمُ الأنامَ من الأنامِ ،
وأنتَ شَهيدْ ؟
ثُمَّ تقِفُ بِلا أقْدامْ ،
خارِجَ الحَلبَةْ
لتَسْتَغيثَ بالصَّباحِ ،
مثْلَ الدِّيكْ ...
وقالَ لي : لمَ ترسِمُ الأطْفالَ ،
بعيونٍ كحيْلةْ ؟
والنَّحْلَ العظيمْ
وقرونَ الَبقرِ المقدَّسْ
وحُوريَّاتِ البحرْ
ثُمَّ تطُوي ريشكَ ،
كمالِكِ الحزينْ !
وقالَ لي : رُبَّما كانَ جلدُكَ ،
من شَجَرِ المطَّاطْ
والشِّتاءُ فروكَ القَديمْ ؛
فأنْتَ تحتمِلُ النّاسْ
وهُمْ يفقأُوَنَ عُيونَ السَّمكْ
ويرجمونَ البَحْرَ عِنْدَ الضِّيْقْ ...
وقال لي : كُلُّنا يَعْشَقُ المرْأةَ الآثمهْ
وينزِلُ إلى قاعِ البئرِ،
كلَّما عَزَّ المْلِحْ
وأنْتَ ، أنتَ العاشِقْ
لا تَغمُرُ الخَطايا ، برحْمَتكَ !!
وقالَ لي : رُبَّ ليْلٍ يَسْهَرُ مَعَكْ
ونهارٍ ينْفَعُكْ
لكنكَ ترْهبُ الزَّمانْ
وتطلبُ من ظِلَّكَ الأمان ...
وقال لي أضْناك الفَرْقْ
بينَ نُورٍ وَبرْقْ
فَعَبَدْت النَّارْ
وقالَ لي : الورْدَةُ لكَ عروسْ
والعروْسُ بِدَمْ
حتى في الحُلْمْ؟!
وقالَ لي : يا مَنْ تَعْقِدُ الشَّهْوةَ ،
بينَ الظلِّ والفَرَحْ
وتَرْفَعْ الَشَوْكَ ،
عن جَسَدِ الماءْ
وتَحْفظَ الأَسْماءْ
أغْوَتْكَ الأَشْعارْ
أغْوَتْكَ الأَشْعارْ!
وقالَ : يا صاحِبِيْ
أَفِقْ ليومِكْ
وأَمِّنْ زآدَكْ
فالطَّريقُ طَويل مْنكْ
والعُمُر قَصيرُ عَليْكْ
وسَلْ ، إنْ شِئْتَ ،
سَفِينةَ الصَّحراءْ !
قلتُ له ، مُلَمِّحَاً : معِذرةً عن الكلامْ !!
*
عدن
7/6/1975م