وأنْدلقُ..من عُنُق الزِّجاجة - عبد الرحمن فخري

....بل يجعلونَ خمراً جديدةً في زقاقٍ
جديدة فتحفظ جميعاً))
المسيح
*
ــ1ــ
بَعْد بُرْهةٍ،
أخرجُ عليكُمْ:
كصَلصالٍ يَخفُّ إلى أيدي الأطْفالْ
كسَحابةٍ تسْأَلُ عن ابن السَّبيلْ
كريحٍ تَعْبث بلحْيةِ النظِّامْ
كأرجُوحةٍ مَجْنَونةٍ بجدائلِ عذْراءْ
ككتابٍ مفتوحٍ على هاويهْ
كورْدةٍ تستحي منها اللُّغة
كالوَرَق الأنْصَع من الرُّوحْ
كالشَّوكِ البديعِ للخطايا
كالسَّراويل القصيرةِ للصَّيفْ
كالبُوم العابسِ ، في لقْطَةٍ مَرِحَهْ
كالسّيْفِ الذي يُخاصرُ العَروسْ
كقُرصِ عسَلٍ يصْطفيهِ النَّحْلْ
ككسْرَةَِ خُبْز، في طراوةِ البَدْوْ
كاللِّسانِ الصَّريح للخناجِرْ
كرصَاصَةٍ طائشةَ، من ملاك الرَّحْمهْ
كموَّالٍ مُرْتجلٍ لحَفَّارِ القُبورْ
كالتَّباريحِ التي تنفْفُخُ النَّارْ
كالكبْريتِ في دَم الدِّّّيْكْ
كالرَّبابةِ ــ المرْأَةِ الَوحيدة في العالَمْ
كإنسانٍ، لم يرْكَبْ حِماَرَ الوَحْشْ
كالرَّاقصِ على حَبْلٍ، بلا خَريطَةْ
كالنَّبيذِ الَطَّريَّ، ينْدَلِقُ على الضُيوفْ
كالَمطَرِ الذي اغتَسلَ في حَانةْ
كاللَّحْنِ الحَزين الذي يقْطَعُ الأشْجارْ
كَجَفْنِ اللَّيْلِ الُمثْقَلِ بالخَواطِرْ
كأحْلامِِ العَصافيرِ من أصْحابي
كالطَّباشَيرِ الملوَّنةِ في جيْبيْ
كالسِّرِ النَّائم في دَفْتَر الَمساءِ
كالأرضِ وقَد صارَتْ بْيضَة الصبَّاحْ
كخُطوط الطُّولِ والعَرْضِ...
حينَ تُفْرِجُ عنْكُمْ!
**
بعد بُرْهَة،
أعودُ إليكُمْ..
واحداً منكم!.
*
نيويورك
82/1986م