مليكة العاج - عبد الرحمن فخري

إشربي من بئر الملح ،
يا مليكة العاج
فلقد كنت تتثاءبين تحت جلد الأفعى
ويملأك الفراغ
فلقيتني عاصفة ورد ،
تحمل الوجع اللذيذ ، وحنين المسافات
وها أنت بين ضلوعي
نشوة زاهرة
أنقلك بين جفني
كفراشة نشطة
تشبه الفجر ، فيما تنوس ،
وتشبه الليل ، فيما تدوس
منك ، يطير الشوك في كل الجهات
إليك ... أنت يسكن الحمام
وينام الأفق في حلم أبدي ،
يغمر الناس
لكنهم يخرجون من المفاتيح ،
يتراشقون بالأسرار
وتظلين سر الكون
وتظلين سر المهنة الصعبه ــ
كتف منك نهر
وكتف منك بحر
وأنا النار التي تنهض إليك ،
تعانق فيك شجر الغار
وتسقط في صحن الشهادة ، كالمعمدان ،
أنام فيك ، لأنك الظل الأبيض
وأنام فيك ، لأنك زهرة الدم
وأنام فيك ، لأنني طفلك الآخر
ولأنني ، خيطك الأول ،
عند التناهي ....
*
نيويورك
1981م