حكاية شعري - عبد الرحمن فخري

المرآة .... في الحمام !!
*
((يا رفاق كلمة لا !
أيها الرفاق . لكن ليس هناك ، رفاق لكلمة لا ... ))
هنري ميشو
*
ذات يوم
قدمتني جدتي ... للمرآة
بعد السلام
ولائق الكلام
رأيت ظلي ، بلا إسم
ووجهي ... بلا غلاف
كنت طفلا نبويا ،
حافي الأصغرين
عاريا ، في حفلة التعارف
كالهنود الفقراء .
وبعد أن كبرت
وتعلمت أن البكاء كالضحك
والجمل ... سفينة الصحراء
رأيت شمسا تستحم ،
في مستنقع المدينه
رميت الشمس !
**
وتوكلت على الطريق
باحثا عن رفيق
لا تكون لأنفه ثقوب
ولا لسترته جيوب
وبعد لأي وسعي
قررت أن أشتري فتاة
أحلبها في المساء مرتين
مرة لغربتي
ومرة لناري
فجدتي سمعتها تقول :
((الرجال صنائع النساء))
واكتفيت بالعزاء ...
**
وطفت في شوارع الكلام
أبحث عن فارس همام
لايرى ظلي ثقيلا، كالأنام
إذا بشاعر رجيم
يحفظ تاريخ الحريم
يدلني على الزمام !
على حياء
سألته عن سندريللا والحذاء
أجابني إجابة الحكيم
أن قد أعاد حذاءها الأمير
فنامت المسكينة إلى الجوار حظها
وكلبه الأمين ...
**
حلفت بالمسيح
أن أذهب إلى الجحيم
لأجمع الحطب
أحرق لفائف الوجوه والورق
فالأصدقاء
في عروة الأدب
لم يدركوا معجزة المرآة ،
في الحمام
كي يحلقوا أسماءهم / أسماءهم
قبل الخروج ....
**
عادت إلى جدتي من التراب
حزينة ورثة الثياب
وعلمتني الحرث باليدين
كي أجني القمر ....
*
عدن
26/مارس/1972م