ظمأ البحار العارية - معز عمر بخيت

و غرد المساء في سبأ
ما ضل هُدهدي و لا صبأ
لما رآك في زجاج عرشك المهيب
ما اختبأ
لا جاء بالنبأ
أو عاد بالرسالة
القديمة الأزل
لا ظل لا ارتحل
من باب مندب البحار
للنهار
عند مدخل الأمل
و أنت في محافل المقل
سحابة من الضياء
حلة من الخجل
على امتدادك الشموس
ألغت الشروق
عندما التقت بريق وجنتيك
في زحل
من غابة الفضاء أنت
أم نجيمة
تهيم في السماء
أم لواحظ
تدور مثل نيزك
تداعى في غياهب الرجاء
ثم حط في اليمن
من حضرة النقاء
جئت
أم أتيت
من مضيق جنة على عدن
أم أنت لوحة
تهل غفلة
على ستائر الزمن
وديعة و صافية
على جبينك الحياة لم تزل
نضارة و عافية
وأنت في حدود شوقنا العظيم
همسة من العميق سارية
بلقيس لم تعد
أمام مقلتيك غير جارية
و نخلة من الثمار عارية
بلقيس لم تعد مليكة
على سبأ
بلقيس قد تنازلت
لعرش مقلتيك
حين جاءها النبأ
بأن وعد ناظريك
في الألى مقدس ٌ
و أن نورك اجتبأ
بواعثاً من الصفاء
و المطر
جميلة ٌ
و أجمل النساء في مدينة
تمددت على الرمال
واحة من الثمر
و ساحل من الرحيق
و الشجر
جميلة ٌ
و عيبك الوحيد
أنك القمر.