اّية - عبدالحكيم الفقيه

(1)
جعلت القصيدة كوني وقلت لها اتسعي وأستويت على العرش،
أعلم غيب التفاعيل، أكتب عمر الحروف وأعطي المواعيد للنبر،
كنت خفيا وجئت بخلقي من الصوت والحبر كي تعرف الكلمات
مشيئة شاعرها وتكون مسبحة لي،
وحدي من قال للحرف كن واحة فتطاير سرب الفراشات
انبجست أعين الماء وابتسمت شجرات القوافي وزينتها بالفصول
ورشرشت عطر الكلام غيوما من الضوء والودق والأمنيات الضحوكة
وحدي سيد هذي الحروف
أنا الواحد المتفرد بالخلق
أنسخ ما ينبغي ثم أثبت
عندي أنا أمهات الكتابْ
(2)
وإذ قلت للأبجدية حين أسوي القصيدة من طينة الصمت
أنفخ فيها من الروح فلتسجدي،
كلها سجدت غير سين السياسة أعلن عصيانه وأبى فطردته،
قال أريدك تنظرني،
قمت أنظرته وكتبت على الحرف ألا تصدق سين السياسة،
إن لم سأحرمها من نعيم الخلود وأعفو إذا أصلح الحرف غلطت
ه وتقرب لي وإلي المتابْ
(3)
يا حروفي التي اّمنت بالقصيدة وامتثلت للتفاعيل
واجتنبت ما نهيت من المدح والجور والظلم والاكتراث بشعري
ادخلي في حروفي الجميلة ولتقطني جنتي وعودي إلى الروح راضية
وأنا سوف أغفر كل الذنوب وألغي حروف العتاب