خطاب مفتوح إلى أيلول - عبدالعزيز المقالح

إلى المسئول الذي طلب إليه صديق مناضل أن يجدد له جواز سفره فقال:أنت من الغرباء ، وباسم ذلك المناضل الشريف كانت هذه القصيدة .
------------------
أنت يامحبوبنا
يا من عبرنا نحوه جسر الدماء
يا أبانا
أنت تدري أننا نحن بنوك
أمّنا حين أتينا
لم تكن قد عرفت بعد الزنا
لم يكن ضاجعها بعدُ "أخوك"
لا ولا مرت بعينيها خيول الدخلاء
فلماذا يزدرينا سارقوك ؟
كيف صرنا غرباء ؟
**********
( تلخيص )
قتل الليل الصباح
نزفت من كل نجمٍ والتظت سود الجراح
سجن الموج الرياح
**********
أنت تدري أننا نحن بنوك
كم زرعناك على أعماقنا
ونقشناك على أحداقنا
والذين اغتصبوك
قتلوك
خلف بئر الحزن - يوما - صلبوك
كلهم لا ينكرون
أننا نحن البنون
فلماذا يا أبانا
لا ترانا
كيف نمضي غرباء
سئم الليل أسانا
وبكانا
ملت الغربة مثوانا .. وضاقت بخطانا
كلما هم شريد أن يعود
رفعوا في قفر عينيه الجدار
أطلقوا وحش الحدود
صادروا كل طريق للديار
**********
( تلخيص )
خشب السفن احترق
نقشت في كل عين ربةُ الشوق الأرق
نهش الحزن الحدق
**********
أنت يا محبوبنا
يا من وهبنا فجره أغلى الجماجم
كيف أصبحت غريبا
والبنون ...
تائهون ...
في دجى ليل من الغربة قاتم
كل عام يفتح الإرهاب أبواب السجون
لنرى وجهك كالمصلوب واجم
باسمه يحتفلون
باسمه تُنصب للناس المشانق
تحصد الشعب البنادق
وإذا رن على الأفق عتاب
قال جلاد الضحى في بربرية :
لا تخف يا ملك الصحراء
يا وحش الضباب
إنما نبصق في وجه الملايين الغبيه
بشعارات السلام
لتدب الحشرات الآدمية
وتنام
كلما مر على "أيلول" عام
سبتمبر 1968م