احتجاج العائد من رحلة الخوف - عبدالعزيز المقالح

يا صدر أمي
ليتني حجرُ على أبواب قريتنا
وليت الشعر في الوديان ماء أو شجر
ليت السنين الغاربات ،
حكاية مرسومة في نهر راعية عجوز
ليت السماء قصيدة زرقاء
تحملني إلى المجهول ،
تغسلني من الماء - التراب
ليت القلوب ترى ، وتسمعُ
والعيون نوافذ مسدودة ،
من لي بعين لا ترى ؟
من لي بقلب لا يكف عن النظر
*****
وسط الظلام وجدتُ ايماني
وفي قلب النهار فقدتُ ايماني
لماذا يا كتاب الشمس تقرأني ،
وأعجز أن أراك ؟!
أرى حروف دمي ،
بُقعا من المرجان
ضوءا في فمي
مرٌ هو الليل الطويل
الشعر مر ..
وصوت " فيروز " بلا طعم
وبين النوم والعينين بحر من رمال
***
رفقا بأهدابي
ورفقا يا أظافرهم بأعناق القصائد
أين أخفيها ؟
أأحملها معي للضفة الأخرى من النهر الذي لا ماء فيه ؟!
لا .. لست مجنونا ، واحلامي تطارد حشدهم
وأمد أظفاري ،
اعض بنارها وجه الظلام
أموتُ من خوفي ،
ومن غضبي ،
ومن قهري
أموتُ .. أموت من البكاء
***
لا تكذبي
يا صافنات الشك ،
موجود أنا ..
جسدي وروحي تغرقان
وصوتُ احزاني ذئاب
تنهش الكلمات
ليت الشك ينشر ليله حولي
ويطويني العدم
ليت النهار يغيبُ ، لا يأتي
وليت الليل لا يأتي ،
وليت الأرض نجم لا يدور