ليالي بيروتية .. في حقائب سائح عربي - عبدالله البردوني

سواها ، حلوة أطرى
وهات زجاجة أخرى

وثالثة واربعة
وأنت بعادتي أدرى

***

لسؤول ملاييني
أعدوا السهرة الكبرى

لأمّي ـ للحم الناس
من كل المدى ـ أقرى

مزاج السيّد البرميل
ضار ، يعشق الأضرى

فهاتوا الأغنج الأقوى
وهاتوا العانس الشعرى

وهاتوا الأرشق الطولى
وهاتوا الأسمن الصغرى

لأن حقائب السلطان
من حلواتنا أغرى

ومن أجسادنا أملى
فمن بجلودنا أخرى ؟

***

لأنّ بلاده جربى
بدون إرادة ، أثرى

فأمسى الوحش ، في (المبغى)
وفي المذياع ، ما أبرى

***

وكانت تلبس اللحظات
نهرا طائرا المجرى

وكان اللّيل يستلقي
كسقف الحانة السهرى

وكانت غرفتي العطشى
بأظفار الأسى شجرا

كعصفور بلا لون
يجيء الحلم والذكرى

كأشلاء من الأحجار
تكبر ، ترتدي تعرى

كشرطين يقتسمان
فخذ أجيرة سكرى

وكان السوق سيّافا
حصانا ، من حلى كسرى

وبحرا ، يمتطي مهرا
ومهرا ، يمتطي الصحرا

وللأبواب أنفاس
كسجن ، يطبخ الأسرى

وكانت أنجم تدنو
تواسي الحانة الحسرى

***

وشاب الليل ، والسلطان
في بوابة المسرى

يغوص بعمق رجليه
من اليمنى ، إلى اليسرى

ومن كبش ، إلى شاة
ومن أهنا ، إلى أسّرا

لها ترتجيه (القدس)
يرفع بيرق البشرى

من ذا هنا يقتلني ؟
ماذا هنا أقتله ؟

لا شيء غير ميت
وميت يحمله

***

الوقثت لا يمضي ولا
يأتي خوت أرجله

أقدامه رؤوسه
رؤوسه أسفله

أمامه وراءه …
آخره أوّله

لا ينهي لغاية
لأنّ لا بدء له

***

ماذا أقول يا هنا ؟
وما الذي أعمله ؟

ماذا ؟ ومثلي ميت
هذا الذي أسأله