في الشاطىء الثاني - عبدالله البردوني

يا وجهها في الشاطىء الثاني
أسرجت للإبحار أحزاني

أشرعت يا أمواج أوردتي
وأتيت وحدي فوق أشجاني

ولما أتيت ؟ أتيت ملتمسا
فرحي وأشعاري وإنساني

***

من أين ؟ لا أرجوك لا تسلي
تدرين … وجه الريح عنواني

لو كان لي من أين قبل هنا
قدّرت أن التّيه أنساني

من أين ثانية وثالثة
أضنيت بحث الردّ . أضناني

من قبري الجوال في جسدي
من لا متى ، من موت أزماني

***

من أخبرتني عنك ؟ لا أحد
من دلّني ..؟ عيناك … شيطاني

قلقي حنين العمر عفرتني
في البحث عن تربيتك ألحاني

عن نبض أعراقي وعن لغني
عن منبتي من عقم أكفاني

أعليّ أفنى ها هنا عطشا
جوعا ؟ وفي كفّيك بستاني

***

حان اقترابي منك … أين أنا ؟
الشوق أقصاني وأدناني

من أين لي يا ريح معجزة
يا موج أين رأيت ربّاني؟

يا صبحها من أين مدّ يدا
يا عطرها من أين ناداني؟

***

الشاطىء اللّهفان يدفعني
وأخاف هذا المعبر القاني

من أين يا جذلى أمدّ فمي
ويدي إلى بستانك الهاني؟

من أين ؟ أن البعد قرّبني
من أين ؟ أن القرب أقصاني

***

اليوم كان الدء يا سفري
وغدا سألقاها وتلقاني

فلتنتظرني حيث أنت غدا
يا وجهها في الشاطىء الثاني.