راهب الفن - عبدالله البردوني

ساهر الجرح لم ينم
كيف يغفو على الضرم

مؤلم كلّما بكى
سخر الجرح و ابتسم

لا تسل عنه إنّه
ضاع في زحمة الظلم

شاعر يعزف الشقا
و يغنّ الدجا الأصم

حار في الحب قلبه
حيرة الصمت في القمم

راهب الفنّ صدره
للصبابات مزدحم

كلّما كتّم الهوى
فضح الفنّ ما كتم

كلّما صان سرّه
ضجّ في الصدر و احتدم

لم يطق حشمة الجوى
من رأى الشاعر احتشم ؟

لا تسل ما شدا و لا
كيف غنّى الهوى ؟ و كم ؟

شاعر ذاب صمته
في كؤوس الهوى نغم

و سقاه الحنين من
كأسه خمرة العدم

إنّ تاريخ عمره
قصّة الحبّ و الألم

كلّما ارتاد مرتعا
للهوى عاد بالندم