صنعاء والحلم والزمان - عبدالله البردوني

صنعاء يا أخت القبور
ثوري فأنك لم تثوري

حاولت أن تتقئي
في ليلة عّفن العصور

وأردت قبل وسائل البنيان
تشييد القصور

ونويت في تشرين أن
تلدي أعاجيب الزهور

***

فذهاك غزو مثلما
يحكون عن يوم النّشور

أيد كأيدي الأخطبوط
وأوجه مثل الصخور

فتساقطت شرفاتك النّعسا
كأعشاش الطّيور

وانصب إرهاب المغول
من البكور إلى البكور

وامتدّ من باب إلى
باب كغابات النّمور

حتى رآى ((نقم)) ذراك
تخرّ دامية الظّهور

ورأى قلوبك في الضّحى
الأعمى تفرّ من الصدور

ورأى خماءلك الظّليلة
يرتحلنّ من الجذور

هرب الجدار من الجدار
هوى النّفور على النّفور

صنعاء من أين الطّريق
إلى الرجوع أو العبور

ماذا ترين أتسبحين ؟
أتعبرين بلا جسور ؟

هل تسفرين على الشروق ؟
أتخجلين من السّفور ؟

أتزاحمين العالم المجنون ؟
يا بنت الحدور

شهر ، وعدت كما أتيت
بلا مكان أو شهور

تتنهّدين بلا أسى
أو تضحكين بلا سرور

***

صنعاء ماذا تشتهين ؟
أتهدئين لكي تموري

تتوهجين ولا تعين
وتنطفين بلا شعور

كم تحملين ولا ترين
وتعتبين على الدّهور

ما زال يخذلك الزمان
فتبزغين لكي تغوري

يا شمس صنعاء الكسول
أما بدّا لك أن تدوري