من هواها - عبدالله البردوني

أنا وحدي هنا و كلّي لديها
أسكب القلب قبلة في يديها

فهي خلف البعاد و الوهم يدنيـ
ها و يدني إلى فمي شفتيها

من صباها جنيت أزهار شعري
ولقتطفت اللّحون من وجنتيها

من هواها أذوب منها ، و فيها
من هواها بكيت منها عليها

كلّما شئت أن أفرّ بقلبي
من هواها فررت منها إليها

***

أين عنها أحيد أو
أين بالقلب أنفر

و هي جوّي و مهبطي
و هواي المسعّر

و هي في القلب عالم
بالصبابات يزخر

***

و هي في الصدر ألف قلب يغنّي
بهواها و موجة من لهيب

إنّها وحدها نصيبي من الـ
حبّ و يا حبّ أين منّي نصيبي ؟

هي دنيا تموج بالسحر و الدّلّ
و ترفض بالسنا و الطيوب

حلوة كالأشعّة الزهر كالأشـ
واق كالشعر كالخيال العجيب

فهي فنّ مجسّد يلهم الفنّ
حوار السما و نجوى الغيوب

***

و هي سحر مركّب
و فتون مجسّم

كلّ صوت يمرّ في
شفتيها ترنّم

و كأنّ الحروف من
ثغرها الحلو تبسم

***

كلّما حدّثت تلألأت الألـ
فاظ من ثغرها كفجر الربيع

و مشت في حديثها نشوة الـ
حسن و ترنيمة الدلال الطبيعي

إنّها و الهوى بأعطاف لحني
رقصة السحر و الجمال الرفيع

حبّها في فمي نشيد أغنيـ
ه و لحن مذوّب في دموعي

لا فراق و إن تناهى بها البعـ
د و قلبي و حبّها في ضلوعي

***

لا انقطاع فحبّنا
أبدي و ملهم

حبّنا شاعر على
ربوة الخلد يحلم

لا انفصال فإنّنا
في عروق الهوى دم .