رائد الفراغ - عبدالله البردوني

طاو ، يريد بلا اراده
ظمآن ، يجترع اتّقاده

هيمان ، تركض فيه أشواق
الجنين ، إلى الولاده

فيفتّش الأطياف ، عن ايماء
قرط أو قلاده

عن وعد باذلة تجود
فيستزيد ألي الزّياده

لفتاتها لحنّ، تتوق اليه
أخيلة الأجاده

ويسائل الأشباح من أعصي، ومن أدنى قياده؟

من أملأ الجارات، من أشهى، يحوم بكل غاده

ويغيب في حمّى السّهاد، يعيد كارثة سعاده

وكما يقدّر يرتمي
في دفء(تقوى) أو(سعاده)

ويمد زنديه، ويهصر من يظنّ
بلا هواده

ويمور حتى يشتكي
قلق الفراش ألي الوساده

ويعود يغفو ، أو يحرّق
في ندامته ، سهاده

***

حتى أطلّت ليلة
معطأة الأيدي، جواده

منحّته من رعد المواسم
فوق أحلام الرّغاده

وعلى صبيحتها دهته
صيحة ، وأدت رقاده

ضاعف كراء البيت ، أودعته
… أتحرمني الإفاده ؟

ماذا يقول (لمدفن)
ورث الغبارة والسّياده

ذهبت ملامح وجهه
وتجلمدت فيه البلاده

من أين يعطي من قطعت
سبيله ، وحكرت زاده

حسنا ، سأتركه ، أضفه
إلى مبانيك المشاده

وانجز يرتاد الفراغ
ويطعم الشوك ارتياده

والريح تبصقه ، وتصفع
في ملامحه بلاده