ألوان من الصمت - عبدالله البردوني

مثل طفل حالم يصحو ويغفو
يرسب الصّمت بعينيه ويطفو

ينطوي خلف تلوّي جلده
كعقاب ينتوي الفتك ويعفو

يهمس الإنشاد … ينسى صوته
يتزيّا بالهوى يحنو … ويجفو

يحتسي أنفاسه … يراسلها
زمرا كالنّحل ترتدّ وتهفو

ينحني … يرحل في لحيته جاثيا
ينجرّ … يغبرّ … ويصفو

بعضه ينسلّ منه … بعضه
يمتطي أطراف كفّيه ويقفو

***

صرخة المذياع تدمي هجسه :
قاتلوا في (قبرص) اليوم وكفّوا

((الفيتكنج)) استحالوا شجرا
هبطوا كالجمر كالعقبان خفّوا

***

ارتدى أبطال سيجون الحصى
دخلوا الأعشاب كالأعشاب جفّوا

***

حشدت ((واشنطن)) الموت سدى
ركض الأموات أخطارا وحفّوا

أنبتت كلّ حصاه موكبا
كعفاريت الرّبى اصطفوا وصفّوا

وثبوا كالسّيل ، كالسيل انثنوا
تحت أمطار اللّظى احمروا ورفّوا

قرّر الأقطاب حلا حاسما … للماسي
لحظة ، تابوا وعفّوا

استشفّوا إن إقلاق الأسى
يطلق الأطفال … هذا ما استشفوا

انتهت أخبارنا فانتظروا
واستراحوا ساعة ، غنّوا وزفوا

***

يخلع الصّمت هنا ألونه
يتعب التمزيق فيها ثم يرفو.