بعد الحب - عبدالله البردوني

لا تسل كيف ابتدينا
لا ، و لا كيف انتهينا

لا تقل كيف انطوى الحبّ
و لا كيف انطوينا

ملعب دار بعمرينا
فولّى من لدينا

وانقضى الدور فعدنا
عنه من حيث أتينا

لا تسل كيف تنائيـ
نا و لا كيف التقينا

لا تقل كنّا و كان الشوق منّا و إلينا

هل شربنا خمرة الحب و هل نحن ارتوينا

آه لا خمر و لا حبّ
متى كان و أينا

لاحت الكأس لثغريـ
نا وجفّت في يدينا

***

عندما لاح بريق الكأس ولّت بالبريق

وارتشفنا من رحيق الحبّ أطياف الرحيق

و تلاشي حلم الصّفو
كأنفاس الغريق

هكذا كان تلاقينا
على الدور الأنيق

***

وانتهى الدور و ها نحن انتهينا من صبانا

حيث طاف الحبّ كالوهم
و كالوهم تفانى

وانطوى عنّا كما تطوي
الدياجير الدخانا

و تركنا في الرمال الحبّ
آثار خطانا

غير أنا قد نسينا
أو تناسينا لقانا

و سألنا الوهم بعد الحبّ هل كنّا و كانا

أين منّا الملعب الطفل تناغيه منانا

***

ملعب درنا به حينا
فأصابانا و ملّا

ملعب ما كان أصفا
ه و ما أشهى و أحلى

غاب في الأمس فولّينا
عن الأمس وولّى

و تسلّينا و من لم
يلق ما يهوى تسلّى