صياد البروق - عبدالله البردوني

وحدي … نعم كالبحر وحدي
منّي ولي ، جزري ومدّي

وحدي وآلاف الرّبى
فوقي … وكلّ الدهر عندي

من جلدي الخشبي أخرج
تدخل الأزمان جلدي

من لا منى , آتي ، أعود
مضيّعا قبلي وبعدي

كحقيبة ملأى ولا تدري
كباب ، لا يؤدي

مشروع أغنية ، بلا
صوت ، كتاب غير مجدي

شيء يخبئني الدّجى
في زرع سرّته ويبدي

من تشتهي … من أنت يا جندي ؟
هل اسمي غير جندي؟

حاولت مثلك مرة …
أبدو ذكيا … ضاع جهدي

من أنت يا مجدي أفتدي ؟)
قال لي ك (مجدي أفتدي)

ماذا تضيف إلى الغروب
إذا وصفت اللّون وردي؟

هل أنت مثلي ؟ أكشف المكشوف
حين يغيم قصدي ؟

… مثلي ركبت ذرى المشيب ،
وما وصلت سفوح رشدي

***

أسرع … وينجر الطريق،
وينثني … يعمى ويهدي

قف عند حدّك حيث أنت
وهل هنا حدّ لحدي ؟

هنالك يضحكون
يوددون فم التعدي

باسمي يوشون الخيانة
يسفحون دمي . بزندي

بي يرفلون ليحفروا
بيدي في فخذيّ لحدي

***

فأموت ، لكن يغتلي
في كلّ ذرّاتي التحدي

أهوى بلا كفين … ترفع
جبهتي ، للشمس بندّي

ماذا ؟ وأين أنا ؟ وأصعد
من قرارات التردّي

بعد اعتصار الكرم ينشدك
الرحيق : بدأت عهدي

ستصير يا هذا الذي
أدعوه قبري الآن مهدي

وأجيء من نار البروق…
يسنبل الأشواق رعدي