الهــديل - عبدالله عبدالوهاب نعمان

ياقُضَاةَ القُلوبِ أيُّ القَضَايَا
مِثْلُهَا في الهَوى قَضِيةُ قَلْبِي
إنَّ قَلبِي أغْنَي القُلُوبِ مِنَ
الشَّوْقِ وأعَلى مَرَاتِبُ الحُبِّ..حُبِّي
ثَرِيَ النَّاسُ في الحَيَاةِ وكانَتْ
في مَدَى العُمْرِ ثَرْوَةُ الحُبِّ حَسْبِي
لو تَخَلَّيْتُ عَنْهُ يَوماً تَعَرَّيتُ
أمَامَ النَّاسِ إذْ هُوَ ثَوْبِي
فِيهِ نَفْسِي تَرَعْرَعَتْ وتَرَبَّى فِيهِ
حِسِّي والحُبُّ نَعْمَ المُرَبِّي
كُلُّ دَرْبٍ مَشَيْتُ فِيهِ تَوَحَّشْتُ
إذا لَمْ يَكُنْ إلى الحُبِّ دَرْبِي
وَطَنِي حَيْثُ زَهّرُ الهَوَى ومَنَاخِي
حَيْثُ يَنْمُو ومِنْهُ ألبَسُ خَصْبِي
وهَدِيْلُ الحَمَامِ والضَّوءُ والأنْدَاءُ
والزَّهْرُ والفَرَاشَاتُ صَحْبِي
كُلُّ صِدْقِي هُوَ الهَوَى وإذَا قُلْتُ
بِغَيْرِ الهَوَى فَذَلِكَ كِذْبِي
وإذَا الحُبُّ كَانَ ذَنْبَاً فَمَا
أطْهَرَنِي مُذْنِبَاً .. وأطَهْرَ ذَنْبِي
وحَبِيْبِي وَدِيْعَةُ اللَّهِ عِنْدَي
فإذَا خُنْتُهُ .. فَقَدْ خُنْتُ رَبِّي