الرِّسَالَة ُالخَامِسَة - عبدالله عبدالوهاب نعمان

أَيُّ شيءٍ بَعْدَ الْهَوَى قَدْ لَقِيْنَا
يَاحَبِيْبِيْ..أَيُّ شيءٍ بَقِيْنَا
مَاتَرَانَا مِنْ بَعْدِهِ غَيْرَ مَا
يَتْرُكْهُ الْهَدْمُ فِيْ خَرَابٍ دَفِيْنَا
لَسْتُ شَيْئَاً عَلَىْ الْحَيَاةِ
ولاَ أَنْتَ..فَمِنْ قَلْبِهَا الْحَمِيْمِ مُحِيْنَا
كَمْ حُسِدْنَا عَلَىْ هَوَانَا لأِنَّا
قَدْ لَبَسْنَا حَرِيْرَهُ وَكُسِيْنَا
فَلِمَاذَا حَرَقَتَ سُنْدُسَنَا مِنْهُ
وَمَزَّقْتَ سُتْرَنَا فَعَرِيْنَا
كَيْفَ أَلْحَدّتَ بِالْهَوَىْ يَاحَبِيْبِيْ
وَالْهَوَىْ كَانَ فِيْ فُؤادِكَ دِيْنَا؟
كيفَ أَغْرَقْتَ ملءَ فَجْرٍ مِنَ الضوءِ
بليلٍ أَسْدَلْتَهُ فَعَشِيْنَا؟؟
كيفَ أَحْرَقْتَ وجهَ شمسٍ كما لو
كُنْتَ فيها..وفي ضُحَاها كَمِيْنا؟؟
إنَّهُ الحُبُ كانَ فجراً نَدِيَّاً
وضحىً باسِمَ الجَوَانِبِ فِيْنَا
ومُرُوجَاً خُلْدِيَّهَ العِطْرِ خُضْرَاً
أَوْرَفَتْ فَوقَنَا ومَاءً مَعِيْنا
وغَمَامَاً سِحْرِيَّةً في نداها
لَبِسَ الشُّوكُ حَوْلَنَا اليَاسَمِيْنَا
لمْ نَجِدْ بَعْدَها نديً أو ظِلالاً
لكَأنَّا إلى جَحِيْمٍ نُفِيْنَا
لَنْ تُعِيْدَ المُرُوجَ والعِطْرَ والطّلَّ
إلينا دُمُوعُنَا لو بَكِيْنْا
والنَّدَامَاتُ لنْ تَعُودَ بِحُبٍ
سُحُبِيٍ في غَيْمِهِ قد نَدِيْنَا
فَلتَقُمْ بَيْنَنَا القَنَاعةُ أَنَّا
قَدْ أَضَعْنَا هناءَنَا وشَقِيْنَا
ومُنَانَا تَيَتَّمَتْ وهَيَ تَدْرِي
أيُّنَا لَمْ يَكُنْ علَيها أَمِيْنا