مَعْلَمْ الأعرَاب! - عبدالواسع السقاف

(الله أبدع في خلقه جل شأنه.. ومن التأمل في مخلوقاته قد تأتي نادرة.. مجرد نادرة)

أنفٌ يسيرُ ويستجير ببابي
عجَبا لعلي قد فَقدتُ صَوابي

ما لي أُحدق خائفاً مستوحشاً
والله يخلق ما يشا لِعقابي

يا من له أنفٌ بطول قوامِه
حاذر فقد علَّقتَه بثيابي

لا ترمي أنفك في البرية هكذا
يتخبَّطُ العشواءَ كالدُولابِ

فإذا التفتَ إلى اليمينِ وجدته
ترك المدينة ، وانتهى بالغَابِ

وإذا التفت إلى الشِمال رأيته
في الأفق يقعد هائماً مُتصابي

وإذا قَعدت ولم تُحرك ساكناً
فالنَّحل يسكنه بدون حِسابِ

ماذا جنيتَ فبتَّ تحمل ذنبَه
أنفاً، يُحيِّر سائق "الدبَّابِ "

أتُراك تُدرك أنه أُعجوبةٌ
سيصير بعدك مَعلم الأعرابِ

فأخشى عليه ولا تحاول يا أخي
إِخفاءه عن أَعين الأغرابِ

فالغربُ ترقُبه وهم في أرضهم
بالخوف والإعراض لا الإعجابِ

يخشون أنفَكَ أن يغِيضَ هواءهم
فيصيرُ هذا الكون أرضَ يبابِ