أصبو إليها - عبدالواسع السقاف

(للشوق لحظات.. عندما نشعر بها .. ندرك حينها أننا في قمة الضعف)

أصبو إليها إلى إِجلال مَرآها
إلى الخُدود التي زانَت مُحياها

إلى العُيون التي إستأسرتْ بصري
حيناً من الدَّهر تهواني وأهواها

إلى الشِّفاه التي ألقَتْ على كُتبي
ظلالَ عِشقٍ ، من الألفاظِ سُكناها

إلى الحَديث، إلى الألفاظ تُرسِلها
كأنَّها الوحي لولا صاغَهُ فاها

إلى الطَّريقِ التي مرَّت بها زمَناً
ففَتَّحَ الوردُ من أنسامِ ريَّاها

أصبو إليها ، ونَفسي تستحيلُ هوىً
يمضي إلى الأفقِ كالمَجنون يرعاها

وأصنَعُ الصَّبر جِلداً ، لا ألوذُ به
في لحظة الضُّعف ، إلا عند ذكراها

كم أرقب النَّاس في الأسواق مرتقباً
في أوجه الغيدِ، بعضٌ من مزاياها

الأفق يعلم أني قد كُلفت بها
والبدرُ يشهدُ أني لستُ أنساها

وأسهر الليل والأشواق تعصفُ بي
هل يا تُرى تعرفُ الأسحار عيناها؟