أفاقْ غيورْ ! - عبدالواسع السقاف

(إهداء لكل نعل جسور في وجه كل قومي صامت!!)
جِئتُ "المكان" ...
ووضعتُ أوراقي ....
وحدَّقتُ في وجه الحُضورْ.....
كانوا خليطاً من ذكورْ.....
كانوا أمامي صامتين كما الصُّخورْ....
يتململون على المقاعد كالنُّسورْ.....
ويُحدِّقون بقامتي العَوجاء ... تحترفُ الظُّهورْ....
مرَّتْ دقائقُ ، والصَّحائفُ في يدي تبغي السُّفورْ....
ففردتُ أوراقي ، وواجهتُ السُّطورْ....
وبدأتُ أقرأُ بعضَ آياتي ، وإنجيلَ الثُّبورْ......
***
هاجَ "المكان" ...
وأنا على الباغي أدورْ.....
أين العُروبَةُ أيُّها الشَّعبُ الهَصورْ.....!
أين الكرامةُ أيُّها الجيلُ الغيورْ.....!
طفلُ العراقِ وأُخته من دون نورْ.....!
أمٌ بمقديشو تصوم ، ولا فطُورْ......!
أُختٌ بكوسوفو تئنُ ، ولا شُعورْ.....!
الغَربُ يغرفُ نفطكم دون البُحورْ....!
الغَربُ يهدمُ صرحكم وبنوه سورْ...!
الغَربُ يلعقُ عِرضَكم حتى النُّحورْ....!
قوموا! فقد طالتْ مفازَتُكم، وجاعَتْ أُمةٌ ..
لولا بدانَتُكم ، لكفَّتها العُشورْ...!
قوموا ! كفاكم ما بنيتم من قُصورْ...!
قوموا ! فأنتم كالنِّساء على القُدورْ.....!
***
ضجَّ "المكان" ... وأنا وأشعاري نثورْ....
النَّاسُ تدفعُ بعضها بعضاً .... تفورْ....
قذفوا الطَّماطم فوقَ وجهي والقُشورْ....
وتبادلوا الصَّرخات، والسَّب الجَهورْ....
وأنا أثور...وأنا أثور....وأنا أثورْ....
وعلى ثيابي بُقعةً حمراء زانتها البذورْ....
وعلى شِفاهي قطرةٌ حمراء من ماءٍ طهورْ....
وعلى عيوني هالةٌ سوداء من نعلٍ جسورْ....
لملمتُ أوراقي ، وآهات الحضورْ....
وحملت كُرَّاسي، وغادرتُ "المكان"....
فهُناكَ حفلٌ آخرٌ ...يبغي الظُّهورْ....
وطماطمٌ أُخرى لأفاقٍ غيورْ....!!
صنعاء 1999م
لافتات خبيط بن ربيش!
(1) عربي
أنا لا أكتب أشعاري، لأنسى أنَّني فردٌ غبي..
أو لأنسى أن لا حقَّ لأحلامي بأن تحيا..
ولا حق لِذُلي أن يموتْ..!
أنا صوتٌ.. أي صوتْ!!
"صرخةٌ في وجه جلادٍ، وميلادٌ لموتْ.."
بيدي أكتب مأساتي، ومأساة أبي!!
علني أنسى بأني عِشتُ: بغلاً عربي!!!
(2) الحضارة
الحضارة: كذبة الشعب المسمى "النَّصارى"..
بدأت حيث انتهى الإنجيل في أرض الحِجارة..
وقضت شَطراً من العُمر بأفخاذ الإمارة..!
وأتت للعربيِّ الجِلف من خلف السِّتارة!!
ليراها: بسمة الوالي، إذا الشَّعب بكى..
قهقهات السَّوطِ في ظهر حكى!!
وفتاة تخلع الثوبَ، إذا الثوبُ شكا!!!
و"بعير" في انتظار الباصِ قاعدْ!!
و"حمار" أَلِفَ الذُل، وتقبيل السَّواعد!!
وخطاب وجرائد.. وزوايا في المعابد..
تُجلَدُ الأوطان فيها، دون شاهد..
"فعقاب البكر: إهدار البكارة.. هكذا عُرفُ الحضارة؟؟
(3) وصية أبي
هذه أحلى وصيات أبي قبل "الشِّهادةْ"..
أن للمقهور "عادة".. أيُّ "عادةْ"..
أن يسُبَّ الشعبَ في كل المحافل..!
ويسُبَّ الربَّ في بعض المحافل!!
ثم لا يجرؤ أن يُلقي سِباباً "للرئيس"..!
فهو يدري أنه إن حاول التفكير فيها:!!
فسيُلقى في سَقَر.. حيث آلاف البَشر..!!!
فإذا أصبحت مقهوراً.. وأصبحت تعيسْ..
صِح بوجه الكُّل دوما:
"عاشَ مولانا الرئيس!!"
"عاشَ مولانا الرئيس!!"
(4) أقوى الأسود
سجدوا.. والخوف يستهوي السُجود..
ركعوا.. والعودُ لا يُحنى لعود..
هربوا.. والكل يدري أن مولاهم.. ومولانا،
وكل مولى في الوجودْ:
هو عبدٌ للنقود.. وهو عبدٌ لليهودْ!!
غير أن العَبد إن ولوه في شعبٍ يسودْ!!
ويصير الكلبُ في عُرف العبادات..
إذا وَلُّوه من أقوى الأُسود!!!
(5) سوق عُكاظ
جاءني اليوم المخَاضْ..
وأن أجتاسُ في سُوق عُكاظ..
لم أشأ أن يلحظ الناس مخاضي..!
وعذابي وامتعاضي.. واعتزلتُ الناسَ في رأسِ الجبل!!
حيث لا ظلٌ.. سوى ظلِّ النَّخيل.. وتفاريحِ الأصيل..
وبقايا سَعفٍ في الزاويةْ..!!
فوقَ أعجازِ نخيلٍ خاويةْ!!!
عن يميني هاوية.. وشمالي رَابية..
شدَّت الآلام أفخاذي فمِدْتُ.. وعلى وجهي انكفأتُ..
فشدَدتُ النَّخلة الأولى، فكان الرَّدُ منها بالحجارة؟
وشدَدت النخلة الأخرى، فلم تُؤتي ثِمارا..
وشدَدت النخلة الأُخرى، فشَدتْ لي ذِراعي..
ومضت تعصُر بَطني.. في انقضاضٍ صارَ مُضني..
وإذا النَّخلة في الظُلمة "مُخبر"!!!!!!!
جاء يُبصرْ.. ثم يَعصرْ.. ثم يحفرْ..
ليُواري أي مولودٍ جديد؟
نَصح العَرَّافون مولانا "العَقيد"..
أن يُواري كل مولودٍ بأعماق الصَّعيد..
خشية الثورة أن تأتي من الجيل الجديد..!!!!