صور من المحاولة - محمد محمود الزبيري

تبدو لنا فتهيم فيك عيوننا
وذكاء في أفاقها لا ترمقُ

وكأنما صوّرت من أبصارنا
فتكاد تخطف بالجفون وتسرقُ

وترى العيون تسيغ نورك لهفة
وتضم محجرها عليك وتطبقُ

وتكاد تبلعك النواظر خلسة
وتشد أهداباً عليك, وتغلقُ

عجلت بها نظراتها فتفتحت
حيرى , ونورك زاخر يتدفقُ

فكأنها صادٍ يقبل كوثراً
فتهيج لوعته عليه, ويشرقُ

عبّت وما رويت , وأنّى يرتوي
من طلعة الفردوس طرف شيقُ

خذ بالقلوب ففي يديك زمامها
والقلب يقرن بالولاء ويوثقُ

وانشر ضياءك في سبيل حياتنا
فمسيرنا في غير نورك موبقُ

طِر حيث شئت بنا فإنّا معشر
سنطير إثرك في العلى ونحلقُ

كن كيف شئت لنا , فإن مصيرنا
بيديك والدنيا إليك تحلقُ

يا حامل الشعب الكبير بقلبه
الشعب في طيات قلبك يخفقُ

جدد له عصر الجدود بعزمه
لو مست الماضي لجاءك يشرقُ

لا تبنه حجراً ولكن فيلقاً
ينساب فيه للمنايا فيلقُ

**

وكم جاس شعري غاب ليل تحيط بي
مضرجة أدغاله ومساربهْ

" وصور زهراً, ربما كان زخرفاً
على حية , أو عين وحش تراقبهْ "

" وكم كان ذعري عندما أشرق الضحى
عليّ وإذ فتشت, ما أنا حاطبهْ "

" وإذ أسفر الوجه الذي بتّ هائماً
به فرمتني بالدواهي عواقبهْ "

" وماذا على من صور الشيء ظاهراً
إذا اختبأت ملء الطوايا مثالبهْ "

" ولكنه قد يقتل المرء نفسه
إذا أختار صلاّ في الظلام يداعيهْ "

" أحق بناب الوحش من بات عنده
وأحمق من ذي جنة من يصاحبهْ