إشراق النبوة - محمد محمود الزبيري

وانطوى المصطفى وحيداً , فقد قصّـ
ـر عنه الخلان والندماء

وهو نجم , ما أنجبت مثله الأر
ض , ولا آدم ولا حواء

وتسامت به الخلافة لله
فهانت في عزمه الأقوياء

الثرى كله له. والمحيطا
ت به والرياح والأجواء

وبنو آدم بنوه سواء
فيهم الأولياء والأعداء

نبضت في طموحه قوة الله ,
فخف الثرى وهان الفضاء

وتدانى البعيد , وانفرج الهـ
ـم , وذلت عقابه الكأداء

وانبرى ضارعاً إلى الله يرجو
أن يتم المنى به والرجاء

عاكفاً في حراء , لا العيـ
ـش يصيبه ولا صحبه ولا العشراء

ملأ الله قلبه , فالورى لغـ
ـوٌ سراب , والعالمون هباء

فإذا جبرائيل يبدو كما تبـ
ـ دو الأماني , ويستجاب الدعاء

حاملاً ما تنوء عن حمله شمـ
ـس الضحى والكواكب الزهراء

كلمات الإله ... فيها من الله
بقاء وقوة ومضاء

وبآياتها النظام الذي قا
مت به الأرض واستنارت ذكاء

وبها روح الخلق يصنع فيها
كل مجد , ويخلق العظماء

تلمس القبر لمسة فإذا الميّ ـ
ـت حي تصبو له الأحياء

هي بعث الأرواح من قبل يوم الـ
ـبعث وهي الحياة والأحياء

لو وعاها حراء لاندك أو ذا
بَ وذابت من حوله الصحراء

ليس إلا فؤاد أحمد يؤويـ
ـها , وإلا الملائك الأصفياء

غطه جبرائيل فارتاع لما
ظن أن الذي به إغماء

إنها صدمة يربي بها قلـ
ـب نبي ومحنة وابتلاء

شرف لا تناله لذة عميا,
ولا راحة ولانعماء

ليست الملك تستعار الأكاذيـ
ـب له والطبول والأسماء

ليست العرس تستجاد الأزا
هير له والشموع والندماء

إنها محنة الورى وقضايا الـ
ـكون والمعضلات والأعباء

حملتها ضلوع جبريل ساعا
ت فناءت ومسها الإعياء

واحتواها قلب النبي, فما ضج
ولا نال من قواه العناء