رحلة قلب - ياسين الزكري

تحديتني أن ألاقي التي تغمر القلب زهواً
وتزهر في غسق القلب إشراقة لا تموت
فكنتِ التي أختار قلبي قبل أراك مسافة أحلامي الفائتة
وحين أتيت
كنت أنت التي أنفق العمر من زهوه رحلة البحث في الحيرة التائهة
كنت فرحي الذي غاب عن شفتي
ملامح وجهي
أسارير أعماقي الغائبة
كنت ذات العيون التي فتنت لهفتي طيلة الانتظار الطويل الطويل
ذات الخيال
الأماني
المدى
وذات الجنون المشبَّع باللهفة اللاهبة
كنت نصفي الموزع عبر جهات الجهات
بعض روحي
قليلا ًمن التَّوق
نصف هذا الجنون المعربد بي
كثيراً من الحب حين يثور بلا رجعة باردة
كنت ياروعة الحالمات الملاح
وجهة الشوق
سوسنة العمر
قديستي الشاردة
وكنتُ المعذب بي حين طال انتظاري ولم التقيك
وكنت ِ العذاب الشهي إلى رحلة تالية
تحديتني أن أجيد التعرف عن أنك الرحلة الواعدة
تأملتني
كان نبضي يضبِّط إيقاع دقاته العاشقات
على هدهدات الرموش
بأجفانك الساهدة
فأيقنت أني هواك
وأنك عشقي
وأنا معاً قصة واحدة
تحديتني أن أباعد زيت جنوني عن شعلة ألهبتني مراراً لأعلن ما ترتجين
فنأيت على وجع الأمنيات ،ولكنني كنت قامة قلب يباعد عن روحه الرافدة
ومرت خطى
وأسئلة تقصم الظهر
مرت رياح
زوابع كبرى
وكم ألف عاصفة راعدة
كان دأب النهار يمر بطول خيال جميل
ولا ينتهي الليل إن لم تكوني خيالي النديم
مسافة ما يجعل القلب يغمض أشواقه ويثوب إلى صحوة هادئة
فما أسطعت أنسى
ولا القلب ياربَّة القلب كان استطاع
فلملمتني حيرة من شتات الشتات
تحديتني أن أعود إلى امرأة جمعتني وفرقتها
فلاقيتني ذبذبات حديث
وبعض لقاء
وعشقا بملء الهوى
السماء
القليب الذي أيقن بعد يباب الغياب
بأنك من يشعله
وأنك يا رحلتي في الجنون
جنوني إليك
وأنك عقلي الذي تاه في زحمة منك
وأني العذاب الذي تعشقين
وأنك معشوقتي الذائبة
تحديتني أن أقول الذي يشعر القلب
فاستنهضت أحرفي همة البوح
كي أسطر الاعتراف الذي تقرئين..
تجيئين ..
يعلم القلب أن لك خطوة ترقص الرمل في موته ثورة وحياة
أنك الصوت حين يمر بشوق الطريق تغني الحصى وتحفظه الصخرة المائدة
وأنك قهقهة تبهج الشمس في سمتها
وتصنع من وقتنا جنَّة ساحرة
أحبك
لا لغة في الجوار سوى أنني قدَر من غرام
وأنك محبوبتي
واني وإيَّاك هذا الهيام الذي لا مفر سوى ظله
ملتقى ومآب
أحبك
هذا اعترافي إليك
وهذا أنا
عاشق ما له في مدار الحياة
سوى
أنه
يعشقك