سِفر الظهور - ياسين الزكري

صباحا ..
تسافر في طُرقٍ رتَّب الشوقُ أطوارها
كخيوط الشجون التي وهبتها الأنامل،
من فرحها قبساً نثرت فيضه، بسمة
لمعت في الأفق ،
ورأت في الأماني دليل
معدن / ذهبُ البلهاء . .
وجواب تقمَّص في دعة تستشف
السريرة .. قميص السؤال ..
.
دورة / تغلق الشمس من بعدها منحنىً،
لزمان الثلاث التي أكملت أربعة ..
رويداً تجيءُ الطريقُ التي اختزلتْ
في السطور احتراقاتها
أطلقت في حيارى العيونِ طيف عنوانها . .
ومضت شاردة . . . .
"حتى توارت بالحجاب"
.
صباحاً / تعفَّر بالغيم ميلاده والغداة
زهرةُ الأقحوان التي أبطنت في البيان شوقها للحنان
رفعت من بياض الأمان صفحة
وارتجت همسة تهب الأمنيات،
رونقاً آخَراً للفرَحْ
أقبلت فكرة ظامئة ..
.
الصِّلات / تعجز الآن أرجاؤها الغَائراتُ أن تعودَ بأطوارها ..
رُبّما الانفرادُ مضيقُ اختناق ..
رُبّما واسع أفقُها غير أنّ الخطامات مكبوحة
والطريقُ مرايا محدَّبة في صدور الجهات
رُبّما . . رُبَّما . . وتبحرُ في دمي الأسئلة
وفي الغيم طيفُ
موشىّ بدمع انتظارتسافرُ في الرِّيح أنداؤهُ المالحة
لحظة
أجهشت بالحديث السؤال .
ماالذي يبدد في الشوقِ أشواقنا ؟
قالت الحيرة العاطشة . .
قلتُ / ياامرأة
لَمْلَمَتْ من ردماد التوقد والانكسار
بعض أنفاسها ..
إنَّ للنفس أشياءها لارتياد البقاء
وللزمن الصعب أشياؤُه لارتقاء السبب . .
.
وتمرُّ شجونْ بطول احتراقاتها
في فضاء تكبِّلُهُ أمنيات التواكل والأقنعة
ويطوفُ يطوفُ يطوفُ السؤال
بأهدابها المخضلات
مسافة ما يحرق الوجنة / الجذوة
اللاهبة ..
لحظةً هادئة ..
وتهبُّ الظنون ظلاماً تدثَّرُ بالعاصفةْ
ويطولُ يطولُ السؤال الذي تناثر كالخطوِ في الأرصفة
قلتُ يا امرأة من وميضٍ توسطت الليل أمواجَهُ بُرقعاً
والسماءُ دُخان
شاء لي كهفُ أشيائك المهملات
أمتطي عَبَقَ البوح من رحلتي
غيمة / سبباً
باحثاً عن خبايا النساء فيك وعن ضالتي
والغيابُ / وضوح يغيِّرُ لون الوضوح
.
يقولون ..
لستِ لي غير دَوَّامةٍ للغرَق .. وأنا قشَّة للنجاة
قلت يا امرأة بلَّلتْ في مداها المديد امتدادي
حتى التشرب بالاندثار
الطموحُ /الشقاءُ .. لغة لاحتياج الفرح ..
وأنا غير عينيك إذا ماتعفَّر بالزيغ لونُ الحديث . .
ليس لي وطنُ أنتميه
فكوني إذاً
للشريد
الوطن
*
تعز-1995
من مجموعته الاولى "أسفار"