موعـد - طالب همّاش

وبعدَ المساءِ‏
تجيءُ إليكَ انتظرها!‏
على شرفةِ البيتِ‏
رُشَّ على الدربِ زهرَ حنينكَ كالثلجِ،‏
واعقدْ جفونكَ للحبِّ‏
كيما تراكَ جميلا!‏
وغنِّ لها:‏
أنتِ قلبكِ قلبي،‏
وروحكِ نوّاحةٌ بالهديلِ.‏
وخُذْ حزنَ نايٍ طويلٍ‏
إذا هبَّ ليلُ ضفائرها السودِ‏
شوقاً إليكَ،‏
وهبَّ النسيمُ عليلا!‏
ستأتي إليكَ كأغنيةٍ من عتابا،‏
مقطَّرةً كالدموعِ على راحةِ الروحِ‏
يهشلُ حزنُ الكمانِ على صدرها‏
العامريّ،‏
وتنتفضُ الطيرُ في شجرِ الحورِ‏
مِلْ باتّئادٍ على خصرها البابليّ،‏
وسرّحْ حساسينكَ الخضرَ من شَعْرها القرويّ‏
لأسفلِ سنبلةٍ في الغناءِ!‏
فروحكَ لو رحتُ أبكي بكتني،‏
وطابتْ هديلا.‏
ستأتي إليكَ بكلِّ أباريقها‏
وبكلّ جرارِ الطفولةِ‏
كيما تقولَ صباحاً سعيداً‏
فَمِلْ نحوها لو قليلا!‏
وحرّرْ على راحتيها رسائلَ منسيةً للصبايا‏
اللواتي ذهبنَ إلى النهرِ يوماً‏
فلوّحهنَّ الهوى،‏
وتساقطَ مشمشهنَّ عليكَ!‏
ولو أنتَ تدري‏
حببتكَ حزني‏
ورحتُ أحوشُ نجومكَ ليلاً فليلا.‏
تحبّكَ لكنها في هواها‏
أحنّ حفيفاً،‏
وأشجى هديلا.‏