ما أحزنَ الفلاّح! - طالب همّاش

في الصبحِ الباكرِ‏
كانت تشرقُ شمسُ القريةِ‏
بيضاءَ كحزنِ الروح‏
على حقلِ الليمونِ وأشجارِ التينْ.‏
والفلاّحُ يسيرُ على دربِ البستانِ.‏
بسلّتهِ:‏
يا ثمرَ العمرِ لقد حلَّ الصيفُ‏
فأينَ حلاوةُ تفّاحكَ، والعنبُ الشاميُّ؟‏
ولكن لم يجدِ الفلاحُ سوى‏
العنبِ الحامضِ والتفاحِ الفجِّ‏
فأقعى في البستانِ حزينْ!‏
قالَ الذئبُ الجاثمُ خلفَ الحورِ:‏
تأخّرَ هذي السنة الصيفُ‏
وقالتْ شجرةُ صفصافٍ هَرِمَهْ:‏
ما أحزنَ هذا الفلاح،‏
ومرَّ نهارُ الحقلِ طعينْ!‏
عادَ الفلاحُ بسلّتهِ الملأى بالأحزانِ‏
وحطَّ على بابِ النومِ جريحاً، مكدوداً، تعباً‏
فأطلّتْ من شباكِ الغرفةِ فلّتهُ الزهراءُ‏
وراحتْ تذرفُ طولَ الليلِ‏
زهورَ الحزنِ البيضاءِ‏
على قدميهِ الباكيتينْ!‏