عازف ناي - طالب همّاش

للعاشقِ أغنيةٌ‏
تنساها امرأةُ الصيفِ‏
وتذهبُ في النسيانْ.‏
للعاشقِ أن يمحو الثلجَ بإصبعهِ البيضاءِ،‏
ويغزلَ من شَعْرِ حبيبتهِ الغضِّ‏
شرائطَ للأحزانْ.‏
للعاشقِ سبعُ رسائلَ بيضاءَ‏
محاها الدمعُ..‏
وكأسُ نبيذٍ ينثالُ على منضدةِ الحزن،،‏
وذكرى عاشقةٍ‏
فارقها عندَ النبعةِ تغزلُ ثوبَ‏
أنوثتها الباكي؛‏
لتصيرَ عروسةَ حقلِ الرمانْ.‏
والعاشقُ يقطفُ أوّلَ حبَّاتِ الخوخ‏
قبيلَ هبوبِ الريحِ‏
وينسى في شَعْرِ حبيبتهِ الناعمِ‏
أوراقَ الريحانْ.‏
للعاشقِ مهرةُ حزنٍ زرقاءَ‏
يغازلها بزهور اللوز‏
حمامُ الصيفِ العالي،‏
وصبايا يملأنَ جرار الحزنِ بدمعِ الليلِ‏
إذا كحّلَ أعينهنَّ الحبُّ،‏
وينهلنَ دموعَ الفلِّ الأسيانْ.‏
للعاشقِ أن يتزوَّجَ ظلَّ امرأةٍ‏
ويظلَّ يفتّشُ عنها،‏
ويخبَّ وراء سرابِ جدائلها‏
المتروكةِ للريحِ‏
وأن يتأمّلَ بعد غروبِ الشمسِ‏
دموع حبيبتهِ،‏
ويُقبّلَ عينيها بالروحِ‏
ويرفعها فوقَ حمامِ الدهشةِ:‏
ما أعذبَ هذا الحزنَ الهاشلَ‏
من عينيكِ الباكيتينِ‏
إلى أشجارِ صبايْ‏
للعاشقِ أن يصبحَ‏
عازفَ نايْ.