قمح - طالب همّاش

مع القمحِ ترحلُ ريحُ الهديلِ،‏
وتهدلُ سبعُ ضفائرَ في شجر الحورِ‏
حينَ يمرُّ الغريبُ‏
فقطّعْ بنايكَ إني كئيبُ!‏
**‏
وخذني إلى امرأةٍ‏
لا تُسمّي غنائي حماماً عليها‏
وإن كبرَ الليلُ في دفترِ الحزنِ‏
نادتْ:‏
تعالَ إلى غربتي يا حبيبُ!‏
**‏
فتبكي الرباباتُ رجْعَ الخريفِ‏
على راحةِ الروحِ..‏
تبكي اليمامةُ: خذني إلى شجني‏
فريشي حنينٌ،‏
وجنحيْ نحيبُ!‏
**‏
مع القمحِ‏
نتركُ أرواحنا للحفيفِ،‏
وتتركُ امرأةٌ شعْرها‏
ليطيرَ مع الغيم:‏
طِرْ يا حمامُ إلى الشامِ‏
واحمل سلامي!‏
فيأتي إليها الجنوبُ‏
**‏
مع القمح نرحلُ يوماً‏
ونتركُ في وحشةِ الدارِ‏
زوجاتنا الباكياتِ‏
فيطعمنا القمحُ،‏
يمسحُ أهدابنا بالدموعِ‏
وتبكي علينا النصوبُ‏
**‏
مع القمحِ‏
ترحلُ قصّةُ حبٍّ‏
لتصبحَ بعدَ الغيابِ ربابهْ..‏
وترحلُ قطعةُ خبزٍ‏
لتطعمَ طيرَ الكآبهْ‏
وتمضي الصبيّةُ ذاهلةَ الياسمينْ‏
**‏
فقطّعْ بنايكَ إني حزينْ!‏
**‏
ستسمعُ حزني الغماماتُ‏
ثم ستمطرُ فوق دروبِ الأحبّةِ،‏
والحور سوف يذرُّ رذاذَ الدموعِ‏
على تربةِ الحبّ‏
لا تتركوني بعيداً عن القمحِ‏
أبكي!‏
فقلبي شهيدُ الطحينْ‏
**‏
وقطّعْ بنايكَ إني حزينْ!‏