قمح - طالب همّاش
مع القمحِ ترحلُ ريحُ الهديلِ،
وتهدلُ سبعُ ضفائرَ في شجر الحورِ
حينَ يمرُّ الغريبُ
فقطّعْ بنايكَ إني كئيبُ!
**
وخذني إلى امرأةٍ
لا تُسمّي غنائي حماماً عليها
وإن كبرَ الليلُ في دفترِ الحزنِ
نادتْ:
تعالَ إلى غربتي يا حبيبُ!
**
فتبكي الرباباتُ رجْعَ الخريفِ
على راحةِ الروحِ..
تبكي اليمامةُ: خذني إلى شجني
فريشي حنينٌ،
وجنحيْ نحيبُ!
**
مع القمحِ
نتركُ أرواحنا للحفيفِ،
وتتركُ امرأةٌ شعْرها
ليطيرَ مع الغيم:
طِرْ يا حمامُ إلى الشامِ
واحمل سلامي!
فيأتي إليها الجنوبُ
**
مع القمح نرحلُ يوماً
ونتركُ في وحشةِ الدارِ
زوجاتنا الباكياتِ
فيطعمنا القمحُ،
يمسحُ أهدابنا بالدموعِ
وتبكي علينا النصوبُ
**
مع القمحِ
ترحلُ قصّةُ حبٍّ
لتصبحَ بعدَ الغيابِ ربابهْ..
وترحلُ قطعةُ خبزٍ
لتطعمَ طيرَ الكآبهْ
وتمضي الصبيّةُ ذاهلةَ الياسمينْ
**
فقطّعْ بنايكَ إني حزينْ!
**
ستسمعُ حزني الغماماتُ
ثم ستمطرُ فوق دروبِ الأحبّةِ،
والحور سوف يذرُّ رذاذَ الدموعِ
على تربةِ الحبّ
لا تتركوني بعيداً عن القمحِ
أبكي!
فقلبي شهيدُ الطحينْ
**
وقطّعْ بنايكَ إني حزينْ!