محب بأقصى الغرب والقلب في الشرق - أبو الهدى الصيادي

محب بأقصى الغرب والقلب في الشرق
ولم يذر الوجد الملح ولم يبق

فيا ليت لا غابت وجوه أحبتي
ولا سكن الخفاق من ذلك البرق

تناجيهم الروح الولوهة والهوى
يثير دواعي الحب واللهف والشوق

وأين مناجاتي وبيني وبينهم
حصون تراب والمسالك في غلق

يخيلهم فكري لعيني كأنهم
تجاهي ولكن مثلما الشمس في الأفق

أحبة قلبي والفراق بلية
أغيثوا بلطف الجمع ذبت من الفرق

وأنت ايا قلباه أفرطت فاصطبر
وسلم بما تجري المقادير للحق

وإن ضقت ذرعا فأصلح العزم والتجيء
لأعتاب طه المصطفى علة الخلق

إمام النبيين الأعاظم تاجهم
وسيدهم في طوري الفتق والرتق

تقدم كل المرسلين حقيقة
وفي الحضرة الكبرى له قدم السبق

وكان هو المندوب في دولة العلى
لأعلاء حكم الدين والعدل والصدق

تخيره الرحمن من خير خلقه
فكان كريم الأصل والذات والخلق

وأعطاه عزا لا يزول ودولة
علت وعليها رونق البأس والرفق

وقام بسلطان الجمال وطرزه
فكادت تموت العاشقون من العشق

ولما تجلى في نظام جلاله
غدا القوم مذهولا وآخر في صعق

وذياك في دهش الهوى ضمن حيرة
وذياك مبهوتا تراه بلا نطق

عريق صنوف المجد من عهد آدم
ولله كم سرى طوى الله في العرق

نحاضر معناه الكريم فنهتدي
ونذكر ذاك الوجه طورا فنستسقي

ونحيى به من موت كل قطيعة
ونشهد نور القرب من حضرة الحق

نبياه يا غوث المساكين نظرة
لعبدك والسادات ترأف بالرق

عليك صلاة الله والآل كلهم
وصحبك أهل الجد والوجد والذوق

وشبلك جدي ابن الرفاعي أحمد
أبي العلمين المرتضي علم الشرق

بحرمتهم يرجوك غوثا أبو الهدى
فأنت غياث الخلق من عالم الخلق