شجرة الصباح - أدونيس

لاقِني يا صباحُ إلى حقلِنا اليائسِ
في الطّريقِ إلى حقلِنا اليائس
شجرٌ يابِسٌ كم وَعدْنا
أن نَظَلّ سَريريْن، طِفلين، في ظلّهِ اليابسِ.
..
لاقِني ، هل رأيتَ الغُصونَ سمعتَ نداءَ الغُصونْ
تركت نسغَها كلاما
..
كلماتٌ تشدُّ العيونْ
كلماتٌ تشقّ الحجارهْ
..
لاقِني ، لاقِني...
كأنّا التقينا، نَسجْنا الظّلاما
ولبسنا، وجئنا، قرعْنا على بابه، رفعنا السَتارَه
وفَتَحْنا شبابيكَه وانزويْنا
في حنايا الجذوعْ
واستَغثْنا بأجفانِنا وسكبْنا
دَوْرَقَ الحلم والدّموعْ
وكأنّا بقينا
في بلاد الغصونِ، أضعْنا طريقَ الرّجوعْ.