مرآة الفقير والسلطان - أدونيس

( - ماذا؟ ألا تخافُ؟
- لا قصَبٌ عندي ، ولا خِرافُ
ومَرّةً ، غَرزتُ في مَكانٍ
أصابعي ، فانْفتَحَ المكانُ
وبانَ شِقٌّ خَرَجَ الدُّخانُ
مِن فمِهِ ، وجاءُ ثعبانٌ كبيرٌ أصْفَر
أخذتُهُ ، فَركتُه
وعندما حدّقتُ في رمادِه ، تلاشى ...
-وحَرسُ السلطانْ؟
- طارَدني، فجاءَ فرسانُه
وكنتُ في خَلوتي أنامُ ، فانْتبهتُ
رأيتُ قُدّامي
نعامةً، أو ناقةً
نسيتُ، لكنني
ركبتُها ،
فأخذَتْ تمشي
في السّقْفِ ، والفرسانُ ينظرونْ
فَبُهِتوا ، وسقطوا من خوفِهِم ، وماتوا ،
وبعدها ، لم يجرؤ السلطانْ
على دخول بيتي...)