مرآة الحجر - أدونيس

عارياً تحت نخيل الآلههْ،
لابساً رَمْلَ السنينْ
كنتُ ألهو باحتضاري
كنت أبْني ملكوتَ الآخرين
بغباري.
يا نبيّ الكلمات التائهه
يا نبيّ السّفر الآتي إلينا
في رياح المطَرِ
أنا واليأسُ عرفنا أنك الآتي إلينا
وعرفناك نبيّاً أنك الآتي إلينا
وعرفناك نبيّاًَ يُحْتَضَرْ
فانحنينا
وهتَفنا: "أيّها الآتي إلينا
ضائعاً يقطر نفياً وحريقا
نحن نرضاك إلهاً وصديقا
في مرايا الحجر".
يا نبيّ السفَرِِ.
أنا أرضاك إلهاً ورفيقا
في مرايا الحجر.
باسْمكَ اليوم أغنّي للغيومْ
وسأبني بين قلبي والفضاء
عند أطراف النجوم
حاجزاً يلبس وجه البشر
والسماءْ.
وأغنّي للغيومْ -
حجَرٌ وجهي ولن أعشقَ غير الحَجَرْ.