تحيّة الشباب - بدوي الجبل

غضّ الشباب و أن تلن عذباته
خلقت لإدراك المنى عزماته

الله أكبر للشباب صليبة
للغامزات من الخطوب قناته

الله أكبر للشباب جلاله
ملء العيون و حسنه و سماته

لا يجزع الوطن المدلّ بحقّه
ألباسمون مع الشباب حماته

في ذمّة الفتيان رابة مجده
إنّ الشباب وفيّة ذمّاته

***

خلّوا الأناة و أسرعوا لمناكم
عار الشباب العبقريّ أناته

تاج الجزيرة و هي مهد جدودكم
نزل القضاء فنكّست راياته

يشكو و أنتم سامعون فماله
لا يستجاب ، و للشباب شكاته

إنّي لتبكيني الجزيرة . ما نوى
عنها العدوّ و لا ونت غاراته

و إذا الحزين بكى و لم يك شاعرا
فالشعر ما نطقت به عبراته

***

نفحات لبنان الأشمّ عليلة
و حمى الجزيرة عذبة نفحاته

تشتاق ناضرة الشام رماله
و تحبّ خضرة أرزكم فلواته

يشكو جراحته إلى أعدائه
اين الشفاء و جارحوه أساته

هيهات ينجح في القضيّة مدّع
و خصومه يوم الحساب قضاته

***

واضيعة الوطن الصغير . تعدّدت
أديانه و عروشه و لغاته

و لربّ مختال تناساه الرّدى
ووددت لو بكرت عليّ نعاته

صلّى لتفريق الشعوب فبغّضت
عندي الديانة والتقى صلواته

هذا أسيرك يا مذاهب ملّه
عضّ القيود ، ألم يئن إفلاته ؟

هيهات بعد اليوم يهدم مذهب
صرح العروبة و الشباب بناته

إنّي عبدت الله ، لا نيرانه
سرّ التقى عندي و لا جنّاته

و العقل دلّ عليه لا قرآنه
في آية الكبرى و لا توراته

الدين دين الحبّ فهو عقيدتي
و لو أنّه في الشرق قلّ دعاته

و الأفق أقرأه كتابا منزلا
نعم الكتاب نجوم آياته

بيت العروبة حين أسجد قبلتي
لا طوره قصدي و لا عرفاته

من بعض أسماء العروبة أرزه
يوم الفخار و نيله و فراته

كالروض ملتفّ الخمائل ناضرا
ما ضرّه لو نوّعت زهراته

***

حسبي إذا ذكر القريض و أهله
شعر شباب الغوطتين رواته

أنا جمرة الغمرات ، ملء جوانحي
همم الشباب تثيرها نزواته

سكروا و قد أنشدت غرّ قصائدي
فهي الرّحيق طهورة رشفاته

قالوا : الجديد فقلت : من أنصاره
قلم الحكيم وزقّه ودواته

فيه هنات لا أقول ذميمة
بعض الملاحة في الجمال هناته

وأرى القديم يحول حسناته
فتضيع بين ذنوبه ، حسناته

لا تتركوا المرأة غير صقيلة
الشعب روح شبابه مرآته