الدمية المحطّمة - بدوي الجبل

أيا دمية أنشأتها و عبدتها
كما عبد الغاوون منحوت أحجار

سكبت بها روحي و أهواء صبوتي
و ألوان أحلامي و بدعة أطواري

جمعت بها الدّنيا فكانت سلافتي
و كأسي و ندماني و أهلي و سمّاري

و نامت على الحلم المريح بمقلتي
و هدهدها عطري و حبّي و إيثاري

***

و يا دمية أنشأتها ثمّ حطّمت
يداي الذي أنشأت تحطيم جبّار

جمالك من سحري و عطرك من دمي
و فتنتك الكبرى خيالي و أشعاري

و ثغرك من حاني فيا لمنمنم
نديّ بأنفاس الرّياحين معطار

ألمّ به إثمي فندّاه بالمنى
و مرّ به و هنا فطيّبه عاري

خلقتك من أهواء نفسي و نوّعت
بك الحسن أهوائي و حبّي و أوطاري

فما يشتهى خدّاك إلا لأنّني
تركت على خدّيك إثمي و أوزاري

و ما أسكرت عيناك إلا لأنّني
سكبت بجفنيك الغويّين أسراري

***

أينكرني حسن خلقت فتونه
فيخنقني عطري و تحرقني ناري

و تنكرني : يا غضبة الشعر و الهوى
و يا غضبة الدنيا و يا غضبة الباري

***

رددتك للطين الوضيع و ما حنا
على روضك الهاني هبوبي و إعصاري

و فارقت إذ فارقتك الطين وحده
و عادت إلى نفسي عطوري و أنواري

***