تحيّة الملك - بدوي الجبل

ألف أهلا بأمير المؤمنين
سيّد البطحاء و البيت الأمين

مرحبا بالتاج مرموق السنى
و بربّ التاج و العرش المكين

بربيب المروتين المنتقى
و فتى زمزم و الركن الركين

خادم الكعبة إرثا طاهرا
عن أبيه و الجدود الأوّلين

قائد الأبطال شوسا للوغى
حامل الأعباء و الله المعين

بابن أقمار العلى من هاشم
و أبى البيض الملوك الفاتحين

ألبهاليل الصناديد الألى
رفعوا راية فهر باليمين

يعرف البيت إذا طاف به
أنّه ابن الطائفين العاكفين

يعرف البيت إذا مرّ به
أنّه ابن الطّيبين الطاهرين

تعرف الأستار إذ يلثمها
أنّه ابن الساجدين الراكعين

تعرف البيض و ما أغمدها
أنّه ابن الطاعنين الضاربين

***

لمن الموكب جبريل به
من جنود الله يمشي من مئين

و من المقبل يعلوه سنّا
من سناء الخلفاء الرّاشدين

شيبة الحمد أرى أم هاشما
أم عليّ الطهر زين العابدين

أم أرى سيّد غمدان مشى
في ظلال البيض وضّاح الجبين

حوّطوا الموكب باسم المصطفى
و بنيه من عيون الحاسدين

و افرشوا الأكباد يمشي فوقها
و اتركوا الورد و خلّوا الياسمين

و انثروا الدمع على موكبه
و دعوا المسك لحور و لعين

أدمع البشر و قد يبكي الفتى
سرّه الدّهر كما يبكي الحزين

و أذنوا للغيد أن تشهده
سافرات في صفوف الشاهدين

سيّد البطحاء في أبنائه
ألف أهلا بالملوك القادمين

تتهادى الأعوجيّات بهم
إنّها تعرف قدر الرّاكبين

ذكرت إذ مسحوا أعرافها
بأكفّ الكرماء المنعمين

هاشما و البيض من أبنائه
ألمطاعين الطوال المطعمين

***

أيّها الآتي إلينا من ذرى
طالما عطّرها الروح الأمين

بيتك الشام و فيه نخبة
من بنيك الأوفياء الصادقين

بردى حنّ غراما و هوى
للأحبّاء الكرام الهاجرين

و ربى الفيحاء أنّت و شكت
فرقة الأحباب لو يغني الأنين

صاحب التاج أجبني هل أتى ععرشك العالي حديث الكاذبين

الألى أهدوا إلى التاج الأذى
و أرادوا أن يضلّوا المهتدين

حدّثوا عنك كذابا و افتروا
لا يحبّ الله سعي المفترين

و أتوا بالغشّ لكن أقسموا
أنّهم جاءوا إلينا ناصحين

زعموا أنّك تهوى لندنا
و تحبّ النفر المستعمرين

و تطيع القوم فيما أمروا
و هم تالله شرّ الآمرين

نحن نهواك على رغم العدى
و نجلّ التاج رغم المبغضين

يدك البيضاء لا ننكرها
سوّد الله وجوه المنكرين

***

لح على عمّان بدرا نوره
يكشف اللّيل و يهدي التّائهين

و على الغوطة أقبل يوسفا
حسنه يجلو عيون النّاظرين

و على بغداد أشرق رحمة
تسعد المأمون فيها و الأمين

وحّد العرب و أسعد أمّة
سادت العالم في ماضي السنين

و أعد أيّام هارون و قد
ملأ الدنيا رجالا و سفين

بردى جفّ و ما في دجلة
نغبة تروي الظماء الواردين

***

كلّما هبّ نسيم من منى
أيقظ الأشواق و الوجد الدّفين

لم ألن للدّهر لكن زعمت
عاديات الدّهر أنّي سألين

لم أخن ((لا و الصّفا )) عهدكم
أيّ خير في وجوه الخائنين

أنا بالروح جواد فاغفروا
زلّتي إن رحت بالدمع ضنين

لا ترى الأعداء دمعي جاريا
إنّني أبغض عطف الشامتين

و أنا شاعركم في موطن
ما لمن و الأكم فيه خدين

ناطق فيكم و لو أنّ الظبى
جرّدت فوق رقاب الناطقين

فتقبّلها عروسا و استمع
ما يثير الشوق و الحبّ الكمين

صنتها عن خاطبيها غادة
لفتى البيت إمام المسلمين

***