عازف الصمت - بهيجة مصري إدلبي

أطلق دمي على ترابك

فيفضحني اليقين

إلى من " تغنى هنا وتناجى هناك

وتغزل في شفتيه الحروف

وتهمس حتى تصير الصخور

فماً شاديا وفؤادا عطوف "

إلى عازف الصمت

الشاعر عبد الله البردوني

*

انعتاق

*

أنسلّ من جسدي إلى آفاقي
فتذوب في عليائها أوراقي

فأدور في فلكي الذي قد رمته
ويذوب ليلي في لظى إشراقي

أنا ما خرجت من الزمان سوى لأن
تغفو على نزف الردى أحداقي

لوّنت أحلامي بصبغة صرختي
وجعلت من لمح الرؤى ترياقي

ما كنت أحتمل الركون على الثرى
فدمي تناثر عن هدى الأنساقِ

غادرتهم وهمو على أجسادهم
وتركت خلفي ضجة الأبواقِ

لا صوت يحملني إلى ذراته
غيري لأني جذوة الإحراقِ

لابد أن أمضي إلى فجر الهوى
وأفك أحلامي من الأطواقِ

لأعيد راحلتي إلى حدّا ئها
وأسير في ركب من الأشواقِ

وأمدّ من روحي رحيقا من لظىً
لأراني في بحر من الإقلاقِ

وأغط في نهر عذوبة مائه
محمولة من رحلة الأعماقِ

أنا في طريقي رحلة منفية
وعلى بريق السر سار براقي

أحتاط من زمني بما أوحى به
وأفرُّ من إيماءة الإطراقِ

أستافُ من ألمي نزيف صراخه
وأرى يديَّ تعاودان فراقي

لي ما عرفت وما عرفت يشدني
لأرى المعارف في مدى الآفاق