وسواس الشعر - بهيجة مصري إدلبي

أغيبُ في الحرف حين السرُّ يتبعُهُ
سرٌ وحرف سعى فيه تضرعُهُ

وأستعير من الرؤيا نوافذها
فيستوي في شغاف النور مطلعُهُ

وأمسك الريح من صحراء رحلتها
فتفرد السر في روحي وتمرعُهُ

وأشْكُلُ النهر في أحلام أغنية
وأفرقُ البحر في وجدي وأجمعُهُ

فينهض الشعر من أمداء خافيتي
رملا أشكله بوحا وأبدعُهُ

من غامض ينجلي من حيرة نزلتْ
أسماؤه فسرى فينا تلوّعُهُ

للشعر هسهسة في الروح نسمعها
تطفو على دمنا نبضا فنسمعُهُ

كأنما شجرٌ يسعى إلى شجر
كأنما أفقٌ والريح ترضعُهُ

نصفو فيقلقنا نشقى فيسعدنا
نغفو فيسلبنا منا توجّعُهُ

فيه سرى دمعنا والدمع منه سرى
نبكي تكفكفنا في الليل أدمعُهُ

مذ كان ، كان الهوى أسطورة حملتْ
كأسا أحلَّ بنا سهدا تجرُعُهُ

للشعر آيته إن فاض نحملها
وإن تبدى لنا ضيقٌ يوسّعُهُ

يعانق الليل إن طاف الخيال به
يعيد للقلب ما لو ضلَّ يخلعُهُ

توسوس الريح لي يُوْمي لأضلعها
فتستوي فيَّ بالوسواس أضلعُهُ

نخفيه يرهقنا .. نبديه يحملنا
نأتيه يتركنا تيها نضيعُهُ

للأغنيات مدىً للروح نشوتها
فالشعر للغيب مهما غاب مرجعُهُ