المجد بابها - بهيجة مصري إدلبي

وقفتُ بباب المجد والمجدُ بابُها
فهاءت كؤوس الوجد صافٍ شرابُها

فكفيَ مرآةٌ و روحي حمامة
وقلبي محراب طوته قبابها

إذا احتارت الرؤيا وحار سؤالها
هنا في بياض الياسمين جوابها

هنا أدرك الدهر السبيل إلى النهى
هنا الأرض قد صلى عليها سحابها

فإن جن ليل جن لحن بوجده
وهامت قلوب حل فيها اضطرابها

ودارت طيوف المولويين نشوة
كأن خيالا من ضباب ثيابها

هي البعد إن شفت مرايا صفائها
ومن صلوات القلب رف اقترابها

تندت حروف الشعر دفئا منزلا
وضمت رؤى الأحلام فينا رحابها

هي الشعر والأيام تروى غناءها
وفي صفحات الغيم فاض كتابها

ثراها سرى في أغنياتي فأشرقت
كأن مرايا الأغنيات ترابها

أطل على تاريخ روحي وسرها
ليفضي إلى الأسرار وجدا حجابها

فياقلعة شاخ الزمان ولم يزل
يجول على الأيام تيها شبابها

سمعت صهيل الخيل لحنا موقعا
كأن رؤى الأحجار بوح خطابها

أنيخ هنا كل القوافي لتنجلي
قصائد شعري إن طواها ضبابها

فحُق لأرض الشام أن تحضن المدى
وأن يُصطفى خلف المدار شهابها

تفيّت بها الأيام من لفحة الفنى
ففيها رؤى الأيام جلّ انتسابها

كأني بها ضمت عرى المجد كفها
رياح الندى عطرا إليها مآبها

لروحي مسافات يصلي لها المدى
ودابي سبيل العارفين ودابها