لدمشق آيات الهوى - بهيجة مصري إدلبي

لدمشقَ ما يخفي الهوى ويبوحُ
ولسرها ما تصطفيه الروحُ

من كفها يندى المدى بصلاته
وتفيض بالوجد المنزَّل ريحُ

هي ما أتاح لنا الخلود لنحتمي
من شرفة النسيان حين تلوحُ

فكأنها الأرض التي ما مسها
طوفان بل كانت لينجو نوحُ

هي في الرؤى للأبجدية بوحها
وبحبها للعارفين فتوحُ

فإذا غفوتُ على هديل حمامها
فاضت رؤاي وضمني التسبيحُ

يصفو السحاب يشف عن أحلامها
ويذوب في حاراتها ويسوحُ

فيها لكل العاشقين منازلٌ
فمساؤها للعاشقين فسيحُ

لولا دمشق لتاهت الدنيا بنا
فبدونها وجه اليقين يشيحُ

بالياسمين تكونت آياتها
واستغرقت خلف البياض سفوحُ

لاذت بها كل القصائد كي ترى
هي ما أتاحته الرؤى وتتيحُ

لابد أن يجثو الُمحبُ أمامها
ليطوف بالوجد الهوى ويبوحُ

هي كل ما يوحى إلى أسرارنا
وبها أُشير لمن رؤا أن يوحوا

أموية فاضت مآذن وجدها
مجدا ولامست السحابَ صروحُ

فإذا أحبت فالمحبة دينها
وكتابها فوق البيان فصيحُ

هي للغريب ملاذة وسكينة
يمشي بظل حنانها ويريحُ

مغسولة بالطيب بل من طيبها
عطر الوجود على الوجود يفوحُ

لدمشق ما أخفت أساطير الهوى
من حسنها وجه الوجود مليحُ

هي مهبط الرؤيا على أبوابها
وقف المدى هي للطموح طموحُ

عرافة التاريخ مذ أسرى لها
باب الخلود أمامها مفتوحُ