أيَّام - رياض الصالح الحسين

ماما
أما زلت تحتفظين ببارودة جدِّي القديمة
بين بيت المؤونة و زريبة الحيوانات؟
أما زلت تسرِّحين شعرك بأصابعك النحيلة
و تخبزين لإخوتي فطائر الحكمة؟
أنا هنا يا أمِّي
أحتسي فلسطين صباحًا مع فنجان القهوة
و أطرد عن جسدها البعوض و الأكاذيب
أذهب معها إلى المدرسة
و نقرأ معًا الصحف في المقهى
و حينما أكون حزينًا
تجلس بجانبي و تعدني بأشجار البرتقال
ماما...
امسحي دموعك بمنديل الجبل
و نظِّفي بارودة جدِّي بخرقة الأيَّام
فبعد فترة سأعود إليك
و في حقيبتي:
زجاجة عطر
و قليل من الرصاص.