الكلمة الأخيرة - رياض الصالح الحسين

عن النقط السوداء الكافرة و القبلات الممنوعة من التداول
عن امرأة كسول تركت خلفها قميصها الممزَّق
و رسائلها الخضراء
عن فتاة كانت تحدِّثني عن الديوك مساء الاثنين
و عن المقاصل مساء الاثنين
عن الطفل الذي يريد أن يخدش وجه القمر بأظافره الطريَّة
و الرجل الذي يريد أن يثقب قلب الطفل بسكِّينه المدبَّبة
عن الخضار و المشانق و الأزمات و المشانق
عن الحروب المعبَّأة في الثلاَّجات
و السلام المحنَّط في الشوارع
عن الحبّ و الأحذية و الامبرياليَّة
عن حليب الماعز و حليب الأمَّهات
عن جدول ضرب الموتى و عمليَّات تقسيم الجثث
عن الأوطان البعيدة و الوطن القريب
عن كومونة باريس و صناعة المرطَّبات
و ثياب الهيبيِّين و علي كتخدا
عن الآلهة الطيِّبة و أكاذيب إذاعة مونت كارلو
عن أسناني و أهدابي و جواربي القديمة
عن الأرض التي سقطت و السماء الموشكة على السقوط...
كتبت و كتبت و كسرت الأقلام
أقلام زهيدة الثمن كرأسي
و أقلام غالية اختلستها من جيوب أصدقائي
أقلام بيضاء بلا رائحة
و أخرى سوداء كوجه صبي باعني ورقة يانصيب
قرب جسر فكتوريا
أقلام حمراء أحتفظ بها للأوقات الخطرة
و أخرى خضراء أكتب بها الرسائل لحبيبتي
كتبت و كتبت و كسرت الأغاني
كتبت و كتبت و لم أحتفظ إلاَّ بقلبي
قلبي الذي أخبِّئه قبل أن أنام تحت وسادتي
خوفًا من قطَّاع الطرق و المسدَّسات اللطيفة
إنَّهُ الآن يريد أن يفرَّ من قفصه الصدري
ليبحث عن عمل و رغيف أبيض
و فتاة ينام معها في غرفة صغيرة
مفتوحة دائمًا للأصدقاء و الكتب و العصافير.