زيارة مساء - ريان عبدالرزاق الشققي

زوريني يوماً وارويني
من منبع منهلك الغالي

لا أرغب عيشاً يرغمني
أنْ أعشقَ نجماً وليالي

لا أرغب أن أنشد وحدي
في جوف الظلمة موّالي

فجمود العين يسلّمني
لجموح النفس لآمالي

وبريق النظرة يسبيني
وقوامك يسبر أحوالي

والثوب رفيف مؤتلق
يربو كالغيم الهطّال

وسوارٌ يرسل ومضاتٍ
وقلادة نحرٍ ميّال

بحذائك مغروم أشقى
وأحنُّ إلى الكعب العالي

فصداه يغازل أسماعي
ما بين وهاد وجبال

ربّى في الردهة أغنية
تتسامى في القلب الخالي

وترامى العشق على نغم
من وقع رنين الخلخال

وتماهى العمر بأصدافٍ
وبريقُ اللؤلؤ في البال

وصدحتُ بأني أعشقها
فتلاقى القول بافعالي

عوديني ومضة إشعاع
زهراتٍ تنعش أوصالي

وأعيدي نفحة أوقاتي
وأصيخي السمع لشلالي

أجنون القلب يؤرقه
في النوم حفيف الترحال!

لكنك إن رمتِ بعادي
وهدمتِ جسوري ومنالي

لو طال الموعد عن لقيا
وحرارةِ شوقٍ سيّال

لانطفأ النجم لساعته
ولزرتِ صباحاً أطلالي

فتعاليْ نرشفُ من أفق
كالوهم كرسْمِ التمثال

زيديني دمعاً وارميني
بسهامك إن كنت أبالي