حيتان تأكل حيتانا - ريان عبدالرزاق الشققي

(قبل أن ننسى تسونامي المحيط الهندي والروع المدمر)
***
الشاطئ يغفو
في هدأة كون منسيّةْ
ووداعة لون رمزيةْ
أسماك تتبعها أسماكْ
أنفاس تنعشها آمالْ
نظرات في أوقات الشفق الخجلى..
تسبح في الآفاقْ
وتلال النمر تباهي بنمورٍ ونمورْ
أمن وسلامْ
وحبور وسماء وطيور
....
الندُّ .. الندّْ
البحرُ البحرْ
أمواج تثـقب أحلاما في وجه الردّْ
الماء يقابل إنساناً ... ويقاتلهُ في عمق البحر
ضدان يموتان اليومْ
البحر البحرْ
....
رائحة المدّْ
رائحة الموجِ ... الموتْ
رائحة الملحِ ... الموتْ
رائحة الغوص تعادي الأرضَ ..
تعادي الأشواق المطويةْ
وتعادي دندنة الأطفال
أجساد تبلعها أمواج
موت من دون دماء
موت من دون وداعٍ ووداعْ
أموات من دون قبور وقلاع
صمتٌ دوّى
لا ترسيم ولا أضواء
لا تجهيز ولا أصداء
موت من دون إرادة شطآنْ
ودم محبوس في الشريان
ووريد يصرخ ينبض في الأجداث المفتوحة
ورموس مغمورة
تقبع متعبةً ، خاويةً في رائحة الملح
نسمات الموت وريح الموت وزلزلة الإعصار المجنون
تتقيأ صبراً لم يبدأ
تتشاءم صبراً لا يهدأ
فتدكّ موانئها الشطآنْ
....
يا رجفة كونْ
يا هزة أرض مائيةْ
يا لوعة كل القطرات
سيلٌ ، أمواجٌ ، أخطارْ
رعب وسحاب ودمارْ
حيتان تأكل حيتان
أسماك تطويها الأسماك
لحظات تصبح في لحظاتٍ...
لاشيء سوى ومضاتْ
عبرات تمطر حسراتْ
والقطرة قطرات عملاقةْ
.. في ومضاتٍ
تدفع صرح الملح إلى الثورانِ .. إلى الهيجانْ
عاصفة الموج تداهم تصفعها الحيتان
تحصد لون البحرِ
...وتأكل أضرحة الإعمارْ
عاصفةٌ تنخر جوف البحر بسرعة برقْ
تجرف عمق البحر بغمضة جفنْ
وتلحُّ على أمواج البحرِ ..
فترفعها نحو الإغراقْ
....
أين صمودك يا أحجار !
أين حفيفك يا أشجار !
...
يا جيب الحزن وتيار الذكرى
يا مخزون جميع الإلهامات
يا سلَّم أصوات الأنفاس
يا درب شموع القلب هلمي
فلتمش جموع الإنس تغني
في نوبات جنون الأفاكين
...
يا أرض الله إليك دعاءْ
كفي عن إرسال الموج إلى الأرواحِ ..
.. إلى الآهاتْ .