بعد المدى - ريان عبدالرزاق الشققي

بَعُدَ المدى من حملة الإيقاف
صَعُبَ اللقاء بركلة الأرداف

ما أبعدوا إلاَّ السلام ومن يكن
يرجو السلام عليه بالإنصاف

يا يوم إبعاد الرجال ونفيهم
خلف الحدود يفوق للإسراف

لم تدنس الأعلام عند رحيلهم
يا عين كُفّي عن قوى الإذراف

هم في العراء وما لهم من منجد
غير الإله أو الهلال الصافي

من بات بين ربوعه متنعماّ
ذاك الرقاد كنومة المصطاف

يا موطن الأحرار كيف دخوله
عزّت علينا صحبة الأطراف

يا عزّ أهلينا أراك مضمَّراً
صحو النفوس كشفرة المقطاف

أبت النفوس تنازلاً وتقهقراً
وسمت تصول بأجمل الأوصاف

ما مات من جعل الشهادة مغنماً
تلك القبور معاقل الأشراف

البغي مصدره عميق بالغ
يقتات حقداً، سيرة الإجحاف

صَدَرَ القرار من الشعوب وجمعها
وأدانهم متقدم أو حاف

رفضوا قرار (الأمن) عند ظهوره
وتبوؤوا بمقاعد الأسلاف

قد أردفوا لفعالهم بجريمة
وحقوقهم مُنَعِتْ من الإتلاف

يا قوم (هود) ويحكم كيف انتهت
تلك النوايا بالكريم الوافي

تلك المكيدة بؤرة لأنوفكم
فاستنشقوا سماً زعافاً كافي

وَلتُحضِروا فأسا لحفر ضريحكم
ها قد غزتكم رجفة الخَوَّاف

أين السلام وأنتم في زيغكم
تتنططون كوثبة الملفاف

ورئيس قوم ممسك لأموركم
في يومنا كتَنبُّؤ العّراف

الدهر منقوص يهيب بمنصف
لا بالغريب وحضنه الزياف

الكل يرصدكم بعقل تائه
يمضي لملء قرارة الأجواف

كيف الصراع وصرحنا متكسّرٌ
تعطي القرار وزارة الأعلاف

نبغي عظاماً للمعارك قصدهم
شرفاً يعادل حكمة الإسعاف

العطر في نفس يفوح عبيرها
في سجنها مَرضت فكيف تعافي