الويل صاحبنا - ريان عبدالرزاق الشققي

أفنيك يا نفسي لتصعد أمتي
فتقبلي يا أرضنا
أفديك، لا أقوى وعقل الناشئين مفاسدُ
والشارع الغافي مثال سائدُ
حرية مثلى لنا!
مرحى لنا!
حرية، والزاهرات النائيات مكانها!
حرية في الحلم ترقص حدنا
لكننا برق مضى
نطوي المذلة مسرفين بحقنا
حتى إذا ركب الجنون رقابنا
وأرادت الأيام أن تصحو لنا
صغر الخيال ومات في زنزانة حُفرتْ تعاتبنا بقعر قحوفنا
* * *
يا أمتي والويل صاحبنا طغى
والمنهج الأعلى يطير من السرائر والنهى
والوهن يأكل في النفوس ويشتري..
حللَ المصير بأرض ميناء الغوى
وجرائم الأزمان لا تحنو على متقاعسٍ..
ربط الحزام وسار في درب الهوى
* * *
صنم أتى.. يختال في أثوابه
عبث يطاردنا لفك عزائنا
يا أمتي لا تعبثي
لا تركضي خلف الذين تسابقوا لجريرة..
لا تلثمي راحات جزار علا
لا تقبلي منه الصنيع الأحمدا!
سمٌّ صنيعهمُ فلا تستبسلي في الوهم أو تتخبطي كنعامةٍ..
أو تهرعي نحو المخاطر والنقم
أو تسلكي سبل (الرشاد) وتخطئي!
* * *
مهلاً رفاقي في خيالي ومضةٌ
كالنهر يجري في سهول رياضنا
كالمزن تمضي، كالمراكب في دمي
لا تبزغ الأوقات وقت رقودنا
لا تشرق الأنوار عند نفوسنا
إلا إذا رحل الكلام إلى العمل
* * *
مهلاً إذا حث العدو رفاقه لدروبنا
والوهن يسرع في العروق لقتلنا
والأمة الخرساء تندب حظها
والمجلس الدولي يصدر أمره لمديحنا
طوبى لنا! مرحى لنا!
قد مُزقتْ أوراقنا
والغابة السفلى لنا
والبحر يغرف من محاجر ذلنا
* * *
حبر على ورق رقيق طار من نسماتهم
وتمسك الإنسي بالكلمات يحفظ عهدنا!
تحت الوسادة خبأ المظروف كي لا يختفي
وأذاع بين الإنس عدل رفاقنا
واستبشرت أمم بأرض لا حروب تعيقها
صهيون لا يدري بأن الوقت وقت ظهورنا!
بشرى لنا! أفراحنا!
...
مرحى لنا!
هذا السلام نصيرنا!!
فاليوم نمضي دون ذرات الكرامة بيننا
لا فرق يبدو، فلنقل أفراحنا، أو فلنقل أتراحنا!