أرض ونجوم - ريان عبدالرزاق الشققي

النفس حيرى والنجوم طوالعُ
والروح ظمأى والعبابُ فوارِغُ

وَسَنٌ نحيلٌ والرُّضابُ مُجَفَّفٌ
مِحَن كَلْيلٍ مُدْلِجٍ يتسارعُ

تُمسي النفوسُ على غليلٍ شائعٍ
عند السحابِ لها فراغ شاسعُ

فحوادثُ الدهر المريض ظلومةٌ
فوق الرُّغام، وللنفوس تُصارعُ

ريبُ المنونِ سَكِينُ كلِّ مُخَوَّفٍ
ذيْ غرَّةٍ عند النوازل قابعُ

وصروفُ قرنٍ عند أولِ لَهْثَةٍ
محجوبةٌ خلف السديم تراجعُ

صُوَرُ الحيارى في السماء بِلَيْلِها
روحٌ بنجمٍ تنثوي وتقارعُ

والنجم في أرقٍ يلاحق بعضَهُ
وشهاب ليلٍ ينطوي ويمانعُ

في الأمسِ نجمٌ قد تغيَّرَ حالهُ
واليوم إشعاع دؤوب لامعُ

يتألق النجم المسهدُ ومضةً
فوق الثريّا عن مداهُ يدافعُ

سهَرٌ وإدلاجٌ لِدَرْءِ وقيعة
إنْ كان يَطْرِفُ قد تجيءُ وقائعُ

يتعلّقُ النجمُ المضيءُ بِقُدْرَةٍ
لو تدري حادثةٌ بها فتبايعُ

والنجمُ يطرقُ بابَ أرضٍ عَلَّهُ
يحظى بِطَرْفٍ خَصَّبتْهُ مدامعُ

شوقٌ لأرضٍ لاهبٌ ومُؤَجَّجُ
لحنُ الحياة هديرُ قلبٍ، رائعُ

حَنَّتْ عواطف صدرهِ لغديرها
لحنُ الفؤاد خريرُهُ وودائعُ

وهضابها فيها غروبٌ شيِّقُ
وشروقها سِحْرٌ رقيقٌ بارعُ

في أُفُقِها ظلُّ وطيفٌ دافىءٌ
وحيٌ وإيمانٌ ورأيٌ نافعُ

في عمقها من لؤلؤ وجمانِهِ
ولأمرِها كل رقيب سامعُ

هذا الصِّبا ولَهُ مَدَىً بحريبِ قلبِ،
أرْغَمَ التسهيدَ وجهٌ باخعُ

لِلشَّرْقِ فيها غَيْضَةٌ لِعَتَادِهِ
للغربِ فيها لَذَّةٌ ومطامعُ

لن يتركوها تستفيدُ بأسْوَدٍ
لن يتركوها تنتشي وتتابعُ

فطريقها محفوفةٌ بمصاعبٍ
في القاع شرخٌ للمكيدة جامعُ

شوقُ الأحبةِ للأعالي يُصطفى
مثلاً، فذا يشري وهذا بائعُ

أرض الأماني، والتراب مبارك
فخرٌ بهيجٌ أم سلامٌ ساطعُ