لا أحد معك - ريان عبدالرزاق الشققي

(1)
أحرزتَ نصرا باهرا !
حققتَ شأوا زاهرا !
ورفعتَ ألوية الرجولة والثبات !
وعدوتَ فوق جماجم الإنسانِ ..
تطمح بالمسير الحر تنظر للعلاءْ
وأعدتَ يوم الدهر أياما طوالْ
ودخلت أبواب الزمانْ
حقدٌ يرنُّ على مداخل أرضنا
ليعيد أوكار المصالح للثعالب والذئاب
(2)
رفعوا أمامك قبعةْ
أعطوك بيتاً أبيضاْ
تكساس جاءت تنحني ..
.. مع كل أبقار الأنام
حالت عليهم زوبعةْ
فتنادتِ البشرُ: اللئامَ هم اللئامْ
وبرزتَ عند صدورهمْ ..
نافورةً حمراء تقتلع الأمان
عيناً تطل على الجحيمِ ...
.. لتنهش الأمم العظام
وبصيرةً خلف الحدودِ ..
تراوغ الأمل المُكنّى بالسلامْ
حتام يلفحكَ الحِمام !
قبل الولوج إلى السلاسلِ ..
.. في مغارات العقاب
(3)
منحوك أوسمة الوسامة بين أرتال الجنود!
فتهافتتْ ...
وتشابكتْ في البوح صيحات القرودْ
أنت الصغير وليس يجدي ما تنالُ ..
وما تقولْ
مهما كبرت ستدخل الزمن الكسول
مهما عبرت ستنتهي فيك الحياةُ..
.. وتنجلي كل الفصول
ستكون وحدك في نهايات المطافْ
ما عاد من شرب الطريق إلى الذهاب
نفق طويل والمراتب من تراب
(4)
قالوا بأنك في المنامْ
من بعد ما وقف الدماغ عن الكلامْ
أرتجتَ ثم رأيت رؤيا لا تعاد ولا تُزالْ
فخرجت بالبشرى إلى الدنيا..
إلى الآفاق يلبسك الضرامْ
وأخذت تبحر نحو أشرعة اليهود
فوصلت ثم سجدت تحت نعالهم
وكذبتَ ثم كذبتَ ..
.. حتى قالتِ الأممُ : الأمانَ مع السلامْ
وأمرتَ تجنيد الجنود
وطلبت تسيير الحشود
وقرعت طبل الحرب عدوانا يشير إلى العراق
وشربت نخب العالمين من الدموعْ
أنت المثال المنتقى
هذا الولاءْ... هذا الولاءْ
صهيون قال مفاخراً:
قهرَ الصعاب !
(5)
قوس يغير على المدى ..
سهم من الألوان داكنة القلوبْ
لا يُرسَمُ التاريخ بالآلامِ ..
والآهاتِ تنشرها العواصف في ممرات الجبالْ ..
أفغانُ مادت تحت أرتال العباد من الجياع
بغداد أنّتْ ترسل الصيحات نحو الغائبين
وهوى العراق كطفل محرقةٍ يتيم
شط العروبة مورد للوحلِ ...
من عرق الجباه الذائبات من المقامع والأنين
في قدسنا في مدّ حبل للصهاينة العجاف
كُشِفَ النقاب
(6)
الحق يرسو كالهلال
ينمو ويصرخ في نفوس الواعدين
كالبرق يطوي صفحة الوقتِ الطويلِ ...
فينزوي عنه الثواء
والحق ينضج ثم يرقى للعلاء
كالقبة الزرقاء في حرم السماء
والحق يسري في خطاب لا يلين ولا يزول
والباطل المذموم يفنى..
لا يصول ولا يجول
هذا اليقينْ
يجتاح مرسى الواعدين
وسفينة الإنسان تطفو في ثباتْ
تسمو إلى الآفاقِ تمضي ..
.. فوق أشتات العباب.